كلمة فخامة رئيس الجمهورية في اللقاء السنوي الحادي عشر لقيادات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة

إن الجهاز المركزي مرفق حساس ولابد أن يكون أمام المفسدين ومن يتلاعبون بالمال العام خصم وينبغي أن تكون كوادر هذا المرفق قوية وجادة وتؤدي عملها بحزم وكفاءة، فالشخص القوي هو محل احترم وتقدير الجميع حتى خصومه. ولكن التذبذب وإمساك العصا من النصف أمر غير مقبول ويندرج في قائمة أولئك المتلاعبين والمفسدين.

وثقتي كبيرة بأن الجهاز سيكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن يقوم بالرقابة السابقة واللاحقة في أجهزة الدولة.

إن البعض يتحدث عن الفساد وكأنه بريء منه ولا يتكلم عن الفساد الموجود في مرفقه أو مؤسسته. ولكنه يتحدث عن الفساد في مؤسسات أخرى ولا يرى الفساد المحيط به. وكأنه هو النزيه وغيره الفاسدون.. ولهؤلاء نقول نظف مكانك قبل أن تتحدث عن نظافة الآخرين.

إن البعض عندما يكون في السلطة هو رمز الفساد وعندما يخرجون من السلطة يتحدثون عن الفساد. فلماذا لم يصححوا الفساد وهم في السلطة. ويتحدثون عنه وهم خارجها, إن هذا العصر هو عصر المعلومات يجب الاستفادة من تقنية المعلومات وليس اقتنائها للزينة والتباهي دون الإستفادة منها الاستفادة الحقيقية.

إننا نشاهد في كثير من الأحيان أن العديد من الأجهزة والمؤسسات والمصالح تقتني شبكات من أحدث أجهزة الكمبيوتر ليس للاستفادة من المعلومات ولكن لمجرد الزينة والتباهي. ولهذا فإن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ينبغي أن يكون له دوره في متابعة مثل هذه  الحالات. ومتابعة سلامة إجراءات المناقصات.

إن الفساد آفة في العقول والتصرفات. وهو يأتي عبر طرق ملتوية شتى. ونؤكد على ضرورة أن تكون كوادر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة من المتخصصين في مجال المحاسبة والإدارة وأن يكون الأداء جيداً ومتوافقاً مع النظام والقانون. وأن يكون النزول الميداني إلى مختلف المؤسسات والمرافق مستمراً. وأؤكد أن مقياس النجاح للجهاز يأتي من خلال كشفه للاختلالات وحالات التعدي على المال العام.

ولابد من إعادة النظر في بعض الأساليب القديمة في جباية الضرائب ومنها أسلوب المتقبلين للضرائب وبخاصة ضرائب القات.

إن الجهاز هو العين والذراع القوي لإنهاء حالة الفساد وكلما تمكن الجهاز من إنهاء حالة الفساد المالي والإداري كلما استحق الشكر والتقدير. ويقاس نجاح الجهاز بتمكنه من تحقيق الأوضاع المالية والإدارية.

ونحذرمن فئران الفساد التي تنخر في المؤسسات. فتشوا عن الفئران في كل المؤسسات فهي التي تقوم بهدم المؤسسات ونخرها تماماً كما حصل لسد مأرب.

وتمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق.