الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / مقابلات وأحاديث رئيس الجمهورية

حديث رئيس الجمهورية لصحيفة (صوت العرب)

اليوم:  1
الشهر:  نوفمير
السنة:  1998

النص الكامل للمقابلة :-

صوت العرب .. فخامة الرئيس .. ماذا عن اليمن المستقبل والواقع ؟

الرئيس : اولا نحن سعداء ان نتحدث مع ( صوت العرب ) ، ونرحب بالاخ عبد العظيم فى بلده اليمن ، وبالنسبة لمستقبل اليمن ان شاء الله نتغلب على كل المشاكل الداخلية ، وعلى وجه الخصوص الجانب الاقتصادى ، وهو الذى نبذل جهودا من اجل معالجته ، وهو الهم الكبير للحكومة اليمنية فى الوقت الراهن .. خاصة بعد الانخفاض فى اسعار النفط الذى سبب مشاكل وعجز للموازنة العامة للدولة .. فهذا هو الهم الرئيسي.

اما على الصعيد السياسي فى الداخل فأمورنا جيدة ولله الحمد بعد افشال مؤامرة الانفصال والحرب التى تمت فى صيف عام 1994م ، وتثبيت الوحدة فى 7 يوليو .. الامور تسير طبيعيا والوحدة الوطنية متعمقة وراسخة بين كل ابناء الوطن اليمنى الواحد ، ونحن نتطلع الى المستقبل فى اطار دولة النظام والقانون والمؤسسات ، وفى اطار التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة ، وهذا هو الشىء الذى نعتز به .. حيث اجريت دورتين انتخابيتين برلمانية بعد قيام الوحدةالمباركة فى 22 من مايو 1990م كانت النتائح ايجابية وممتازة وكنا راضين عنها ، وقد فاز المؤتمر باكثرية فى الدورة الاولى واغلبية فى الثانية .. ايضا بالاضافة الى فوز الاشتراكى والاصلاح والبعثيين والناصريين وعدد من المستقلين ، وهذه الامور نعتبرها مكسب عظيم على طريق المستقبل وتعزيز الديمقراطية ، والامور تسير بشكل جيد ومرضى ، والجهود تتواصل من اجل بناء اليمن .

صوت العرب .. فى الجانب الداخلى ياسيادة الرئيس .. متى يتحرك موقع اليمن فى تقرير التنمية من 151 ، وموقف اليمنى من 340 دولار متوسط الدخل السنوى .. خاصة ان اليمن السعيد وهب الخصوبة والخصوصية . المزرعة والميناء . الارض والماء .

الرئيس : والله نحن نبذل جهودا فى مجال تطبيق الاصلاح الاقتصادى والمالى والادارى ، ونبذل الجهود لمعالجة الاوضاع الاقتصادية فى بلادنا فى مجال التنقيب عن الثروة النفطية والمعدنية والغازية ، والاهتمام بالزراعة ، والتوسع فى اقامة الحواجز والسدود لتحقيق التنمية الزراعية ، وانشاء المنطقة الحرة بعدن ، وبناء ارصفة جديدة فى الموانىء اليمنية فى كل من عدن والحديدة والصليف وحضرموت .. بالاضافة الى ايجاد تنمية صناعية ، وان كان الامل الكبير هو ايجاد تنمية زراعية ، ولن يتحقق ذلك الا من خلال جهد يبذل فى بناء الحواجز والسدود ، وذلك لحفظ مياه الامطار ، وانعاش الجانب الزراعى .. ايضا نحن نهتم بالصناعة الثقيلة والصناعات التحويلية .

صوت العرب .. سيادة الرئيس احد الكتاب العرب يصف صنعاء واليمن بانها ( مليكة الزمان ورببية العرفان وسيدة الانس والجان ) وقيل انها سميت صنعاء لجمال الصنعة فيها .. اين صنعاء البطالة من المقولة .. وماذا اعدت الدولة لجيل يتحمل شرف حماية الوحدة سيادة الرئيس ؟ الرئيس : التغلب على البطالة عبر ايجاد فرص عمل جديدة هو ما نهتم به ، وذلك من اجل تحقيق الرفاه والازدهار لشعبنا ووطنا ، ونحن نبذل جهودنا فى هذا المجال فى ضؤ ماهو متاح لنا من الامكانيات والموارد ، وهذا يقع ضمن اهتمامات الدولة .. نحن لدينا انفجار سكاني كبير وشعبنا بلغ تعداده اكثر من (18) مليون ، وهذه تشكل اعباء ومتاعب كبيرة للوطن وللاقتصاد الوطني ، لان هناك متطلبات متزايدة لتلبية احتياجات المواطنين فى التعليم والملبس والمأكل والصحة ، والحكومة والاقتصاديين المختصين يعكفون على دراسات علمية للتغلب على البطالة داخل المجتمع اليمنى ، وايجاد الحلول للمعضلات الاقتصادية .

صوت العرب .. سيادة الرئيس .. يقول غاندي ( لكي ينبت القمح لابد ان يهلك البذار ) هل انتهت مرحلة الفرز التى يعتقد البعض انه شابها مغالاة ام ان تأخير الفرز يعوق مسيرة العز .. وماذا عن محافظات وشواغر وتحفظات احزاب وكوادر؟ ماذا عن مابعد الوحدة وفرز الكادر المخلص لها ؟ وماذا اعددتم لذلك ياسيادة الرئيس؟

الرئيس : الوحدة راسخة ومحمية بارادة الله سبحانه وبوعى كل جماهيرنا والتفافها حول الوحدة ، وايجاد جيل مثقف متعلم واعي ، وهو السند الحقيقى لحماية الوحدة ، والوحده محمية بالقناعة لا بالقوة .. بالطبع تظل هناك بعض رواسب ومخلفات التشطير والامامة ، وهي موجودة لكنها لا تشكل عائقا رئيسيا امام البناء فى الوطن .

صوت العرب .. ماذا عن تفجيرات عدن ، وماهى حقيقة مايقال عن اياد عابثة خارجية ؟ وهل هناك معلومات او جديد فى هذا الموضوع ؟ ام انها توابع الفتنة والازمة التى انتهت بانتصار الوحدة ؟

الرئيس : نحن لا نوجه اصابع الاتهام الى احد فى الخارج لان الذين ينفذون هذه الاعمال التخريبية هم يمنيون ، ومثل هذه العناصر التخريبية توجد فى اى قطر ، وكما جاء فى سؤالك فان هذه من مخلفات ورواسب حرب الانفصال ، ولكنها لا تشكل اى قلق بالنسبة لنا نحن ، واجهزتنا الامنية يقظة وتتعقب هذه العناصر باستمرار ، وهم الآن فى يد العدالة وسينالون جزاءهم العادل ولن يفلتوا من العقاب .

صوت العرب .. سيادة الرئيس .. هناك كلام عن اسلحة وجدت وتحمل علامات المصدر ، وكلام عن اجهزة تنصت حديثة تفوق امكانات القبائل التى تعيش على الفطرة فى العراء .. فمن اين للقبائل هذه الاجهزة ، وهذا السلاح ؟

الرئيس : لا يوجد اجهزة تنصت .. اما بالنسبة للاسلحة فان الشعب اليمنى معظمه مسلح ، وعلى الرغم من وجود السلاح فى اليمن فان الجريمة تظل محدودة واقل بكثير مما هو موجود فى بلدان كثيرة ، لان لدي اليمنيين اخلاق واعراف وتقاليد تمنع استخدام الاسلحة فيما يشكل خطرا على المجتمع ، لكن الحالات الاستثنائية يتم معالجتها وفقا للقانون والجريمة موجودة فى اي مجتمع .

صوت العرب .. مازلت فى الداخل ولا استطيع ان اغادر .. باب المندب حصننا وامننا اطلالا من قلعة المعالم على العالم قبل ان استحضر قول آدم فيليب ( وطني هو اي مكان يعجبني ) ، لكن انتماء اليمني كجزء من الامة العربية يتمثل قول شوقي شاعر النيل (وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني اليه فى الخلد نفسي) ، وأسأل الاخ

الرئيس .. ماذا عن هدية اليمن لابناء الوحدة اعدادا لتطوير مسيرة الثورة .. اداء وانتماء .. ارادة وادارة ؟

الرئيس : الهدية هي ترسيخ جذور الوحدة اليمنية والامن والاستقرار ، ومواصلة السعي نحو تحقيق تنمية شاملة كاملة ، وتحقيق التقدم للوطن فى شتى المجالات ، وخدمة المواطن اليمنى اينما كان ، وهذا ما نسعى ان نقدمه من اجل مستقبل افضل وغد ازهى .

صوت العرب .. المواطن اليمــني اعطى عطاء سخــيا ياسيادة الرئيس ، واثبت انــه منتــمي ومغروس فى هذه

الارض ، واظن سيادتك لمست ان المغريات كانت كثيرة والعواصف قوية وعاتية ، ومع ذلك استطاع شعب اليمن ان يقيم الوحدة فى ظرف قاس جدا ملبدا ( بالعولمة والكوكبة ) وغيرها .. هذا الانتماء ياسيادة الرئيس الا يستوجب اجراء يخفف الارهاق الكبير والتضحية الكبيرة .. انه بحاجة الى قطرة ماء او هدية صغيرة فى واحة كبيرة يفكر فيها الرئيس بذكائه المعهود لهؤلاء الذين ضحوا من اجل اليمن مثل تخفيض ضريبة او تدعيم سلعة او اعطاء علاوة .. اى شىء ملموس فاليمن ام رؤوم ، واعتقد ياسيادة الرئيس انت اول رئيس للوحدة فانت مطالب من اخوانك بشىء لتدعيم الوحده ؟

الرئيس : ان اكبر هدية هو الحفاظ على الوحدة ، وهو ترسيخ الديمقراطية ، وتسريع وتائر البناء والتنمية .

اما فيما يتعلق بالدعم نحن نقدم الدعم الكامل لتنمية الثروة الزراعية وتنمية الثروة السمكية ، وخصصنا مبالغ من عائدات النفط ، وذلك لدعم التنمية الزراعية .. بالاضافة الى اننا لازلنا نقدم دعما سلعيا لمادتي القمح والدقيق ، وهذا الدعم يبلغ حوالى (( ثلاثمائة وخمسين مليون دولار )) فى السنة ، ونسعى الان الى ايجاد بدائل لتقديمها للمواطن بحيث يلمسها عن قرب ، بدلا من ان يذهب هذا الدعم الى جيوب افراد معينين ، ولازالت البحوث تجري والدراسات قائمة من قبل الحكومة لمعالجة هذا الموضوع .

صوت العرب .. اطالب الاخ الرئيس ليس طمعا ولا ابتزازا ولا تطفلا ، ولا تفضلا معاذ الله ، ولكن مجرد اشارة الى كل من يفكر ان الوحدة هشة إدراك ان مسيرة اليمن قوية وتستطيع ان تعطي دائما . فكر ياسيادة الرئيس لا احد يستعجل .

الرئيس : أولا اطمأنك بان مسيرة الوحدة راسخة ومتعمقة فى نفوس الجميع ، وليس صحيحا بان مسيرة الوحدة لن تكون هشة او ثابتة الا بتخفيض الضرائب او تقديم دعم سلعى . الوحدة ارادة يمنية تحققت وعمدت بدماء زكية وتضحيات غالية ، ولا اعتقد ان جماهير شعبنا بحاجة الى دغدغة عواطفها بالخطابات والاعلانات التى لايستفيد منها المواطن .. نحن نبحث عن مستقبل مزدهر للمواطن اليمنى واستقرار معيشته ، وان يعيش بهناء وسلام وامن واستقرار ، فمسألة الوحدة ليست مسألة قابلة للمساومة .. ماذا ستقدم الحكومة من قرارات او توصيات او قوانين فى ظل هذا الظرف لدغدغة عواطف الجماهير التى هى بحاجة الى شىء ملموس على الواقع . نحن يهمنا المستقبل ، وقد بذلت جهود من اجل الوصول اليه بثبات لانه فى فترة من الفترات قبل عام 95م كان الجانب الاقتصادى على حافة الانهيار ، واستطعنا بحمد الله ان نسيطر على الاوضاع ، ونتغلب عليها ، ونخفض العجز ، ونكبح جماح التضخم ، وهذه اجراءات اتخذناها من اجل ان يستفيد المواطن ، ويأمن على مستقبله ، ولو تركنا الحبل على الغارب لكان المواطن اليمنى يعيش معاناة صعبة جدا ، ومع ذلك نحن وضعنا افضل من غيرنا .. رغم مواردنا المحدودة وصادراتنا البسيطة ، ومع ذلك استطعنا ان نجابه الكثيرمن التحديات .

صوت العرب .. عبء الحرب يكفى ياسيادة الرئيس ؟

الرئيس : نعم .. كانت هناك مخلفات الحرب ، واستطعنا ان نتغلب عليها ، وان نعيد بناء واعمار ماخلفته الحرب ، وفى فترة زمنية قياسية والحمد لله والان نحن نبحث عن استراتيجية للمستقبل ، وهذا مايمهنا .

صوت العرب .. سيادة الرئيس ينعقد بتوفيق الله قريبا المؤتمر الاول للمغتربين العرب اليمنيين ، ويقدر البعض عددهـم بحوالى ( سـتة ملايين نسمة ) اكثرهـم فى اندونيسيا كما يقولون والسعودية .. ماذا ينتظر هؤلاء الذين هم

والحمدلله يتمتعون بفضيلة الانتماء ؟ وهل صحيح انهم فعلا ثلث الشعب ، ومارابطة الام بابنائها ؟

الرئيس : بالفعل لدينا عدد كبير من المغتربين اليمنيين فى المهاجر بالخارج شرقا وغربا لدينا حوالى (خمسة مليون ) شخص من اصل يمنى يعيشون فى اندونيسسيا لوحدها . والمغتربون عندنا مصنفون فهم ليسوا جميعهم من شريحة الاغنياء ولكنهم فئات ، والدولة تقدم لهم كل الرعاية ، وكل التسهيلات خاصة فى مجال تشجيعهم على الاستثمار فى وطنهم . وتقدم لهم كل الرعاية والاهتمام فى اماكن تواجدهم ، سواءا كانوا فى اندونيسيا او ماليزيا او السعودية او الخليج او امريكا او اوروبا .. اليمنيون موجودون فى كافة انحاء العالم ، ومعروف عنهم النشاط والامانة والاخلاص ، وحب العمل ، وهم ابناؤنا الذين سنظل نهتم بهم ونرعاهم لما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن .

صوت العرب .. الا يوجد مشروع يجهز على مستوى الوطن يقدم فى هذا المؤتمر بحيث يحصل نوع من التدفق وضخ اموال هؤلاء الناس يشجعهم على التواصل الاقتصادى ؟

الرئيس : نحن دوما نشجعهم وندعوهم للاستثمار فى وطنهم والفرص متاحةلمن يريد ان يستثمر ، وهناك مجالات متعددة سواء فى الزراعة او فى الصناعة او فى النفط والتعدين او السياحة وغيرها ، والبلد مفتوح وهناك قانون للاستثمار يشجع على ذلك ويقدم الكثير من التسهيلات والفرص للرأسمال الوطنى والعربى والاجنبى .

صوت العرب .. الاخ الرئيس سئل (سولون) وقد كان حاكما لاثينا بين القرن السادس والسابع قبل الميلاد - سئل - متى تكون الدولة ثابتة البنيان؟ اجاب :عندما يطيع المحكمون الحكام ويطيع الحكام القانون لا ان يجعلوه وفق رغباتهم ومصالحهم ثم يجبرون المحكمون على تقبله وتقبل سلطاتهم ، ماذا عن معركة الدولة فى الاصلاح والى اى مدى وصلت جهود تحقيق الشفافية للقضاء والنزاهة للقضاة ، واعمال القانون ؟.

الرئيس : نحن لازلنا نواصل بذل الجهود من اجل ترسيخ بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على العدل والديمقراطية والنظام والقانون والمؤسسات الدستورية ، واحترام حقوق الانسان ، وتنفيذ برنامج الاصلاح سواء فى الجانب الاقتصادى او فى الجانب القضائى او فى الجانب الادارى او المالى ، وتحققت نتائج ملموسة وجيدة . نحن ورثنا بعد الثورة ومن النظام الشطرى كوادر غير مؤهلة فى مجال القضاء . وقد بذلنا جهودا لتأهيل كوادر جيدة فى مجال القضاء والقانون والعدالة ، والان وضعنا فى المجال القضائى جيد ، وخاصة فى الاونة الاخيرة ، وهذا شىء مهم لان العدل اساس الحكم .. فنحن مهتمون بهذا الجانب والنتائج ملموسة وجيدة ، ولكن الجهود متواصلة ، ومع ذلك نحن لا نستطيع ان نقول بان كل شىء ساير على مايرام .

اما الشق الاخر من السؤال .. انت كنت تتحدث متى يكون الحاكم مع المحكومين .. نحن نقول رضا المحكومين اهم من رضا الحاكم ، ونحن يهمنا ان يكون رضا المواطن على الحاكم ، وليس رضا الحاكم على المحكومين ، والحاكم لدينا ينتخبه الشعب من اجل ان يخدم الشعب وينال رضاه وليس العكس .

صوت العرب .. الاخ الرئيس .. الدستور فوق القانون وبعدهما اللائحة والقرار والمادة (111) من الدستور العربى اليمنى تنص على انه لايجوز تولى الرئاسة لاكثر من ولايتين . اين الواقع فى التطبيق من النص خاصة وان شهادات عالمية ايجابية سجلت نزاهة الانتخابات فى دولة الوحدة ؟

الرئيس : تحديد فــترة الرئاسة لفترتـين انتخابيتين كل منها خمس سنوات ، والنص على ذلك فى الدستور

جاء بمباردة منى شخصيا .. حيث كان الدستور مطلق الولاية بالنسبة للرئيس ، ولم يحدد وقت معين لانتهاء ولاية الرئيس ، ولما اجريت التعديلات الدستورية قدمت مادة ان تحدد فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين كل دورة منها خمس سنوات ، وذلك لتهيئة المجتمع للتداول السلمى للسلطة ، وان لا يظل الحاكم سلطان مطلق ، وهذا ما نعتقد انه يثبت الاستقرار داخل البلد بعيدا عن العصيان والتمرد والانقلابات فان الذى يناضل ويريد ان ينال السلطة عليه ان يناضل من اجل ذلك سلميا .. ان هذه الخطوة التى اتخذناها لم تأت بمسيرات شعبية او مظاهرات ، ولكن كانت مبادرة من القيادة لكى نقدم نموذجا ، وحتى لايظل الرئيس سلطان مطلق وهذا ماتم فى بلادنا .

صوت العرب .. قال احد الفلاسفة خلق الله الخلق وخلق معها سبع خلائق وامر كل من هذه الخلائق ان تتوجه الى مكان . قال الايمان انى ذاهب الى اليمن ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال (الايمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) . الى اى مدى لعب الايمان دوره فى الوحدة اليمنية وعودة الجزر ، والى اى قدر مارست الدولة هذه الفضيلة وتطبيق المقولة (الايمان يمان والحكمة يمانية) ؟

الرئيس : ماهو ملموس على ارض الواقع يؤكد ان الايمان يمان والحكمة يمانية .. حيث استطاع اليمنيون ان يعيدوا وحدتهم ، وان يحافظوا عليها فى ظل ظروف ومتغيرات دولية صعبة وتحديات عاصفة ، واستطعنا ان نعيد وحدتنا بحمدالله . كما اننا استطعنا ان نجنب اليمن نزيف الدم وهدر الامكانيات بعودة جزر حنيش بحكمة وبمسئولية . اما الايمان فان اليمنيين هم شعب الايمان ، وطلائع جيوش الفتوحات الاسلامية الذين انتصروا لدين الله فى كل زمان ومكان . ونحن فى اليمن نجسد فى كل اعمالنا هذا الحديث الشريف لرسولنا الكريم (الايمان يمان والحكمة يمانية) .

صوت العرب .. مبروك للوحدة والحكمة ياسيادة الرئيس .. الاخ الرئيس يقول الارهابى (بن جوريون) فى رسالة الى الصهيونى (روتشلد) ((ان الحرب لم تستطيع تركيعنا واخشى ان الافلاس يقوم بذلك )) لماذا لا نقاطع التحالف الامريكى التركى الصهيونى خاصة وان المقاطعة كلفت العدو الصهيونى 40 مليار دولار فى زمن المقاطعة ، وامريكا خسرت اكثر من 20 مليار دولار فى مقاطعة العراق وليبيا والسودان فقط ، كما خسرت امريكا مائتين وخمسين الف وظيفة فى مصانع ومناصب ، لماذا لانقاطع التحالف الامريكى التركى الصهيونى ياسيادة الرئيس ؟

الرئيس : قبل ان نحشر امريكا وغيرها فى الوسط لماذا لانقاطع (اسرائيل) فهى العدو الرئيسى التى تستحق المقاطعة ، وهى المزروعة فى جسد الامة العربية ، وهى التى تستحق المقاطعة .. اما ما هو حادث بين تركيا وسوريا فهو امر مؤسف ان يحدث بين بلدين شقيقين ، هناك جهود تبذل من قبل كثير من الاشقاء ، وفى مقدمتهم مصر وايران ، وذلك لاحتواء هذه الازمة ، وان شاء الله يتم التوصل الى حل بين البلدين ، ونحن لسنا مع التحالف التركى الاسرائيلى لاننا نعتبره تحالف ضد الامن القومى العربى

، اما بالنسبة للمقاطعة فاعتقد ان هذا العصر هو عصر الحوار لم يعد عصر المقاطعة وفى ظل غياب التضامن العربى فانه من الصعب الحديث عن المقاطعة ان من الافضل اقناع كل طرف بمصالحه بمعنى ان امريكا لها مصالح فى الوطن العربى وللعرب ايضا مصالح فينبغى بحث اوجه التعاون فى اطار المصالح المتبادلة والمشتركة وممارسة الضغوط من خلال المصالح .

صوت العرب .. سيادة الرئيس ... انتم تقولون لماذا لا نقاطع اسرائيل ، معنى ذلك ان سيادتك مع مقاطعة العدو

الرئيسى بتعبيرك اذن فالحوار مع من ؟ عدو عدوى صديقى ، وسيادتك كنت طرف رئيسى موقعا وموقفا. شخصا وبلدا فى باب المندب فى عام 73م ، وانزل الامريكيين الدبابة الى ارض سيناء مزودة بالبترول وبالمرتزق (كومر) كان هنا يحارب الثورة اليمنية ، وكومر امريكى ومقاطعة العدو الصهيونى ضرورة .. لكن ماذا بشأن من يقف وراء العدو الصهيونى ويمده بالسلاح ؟

الرئيس : خلينا نأخذ الامور طبقا لمقولة ( نأخذ حقنا ممن متاعنا عنده ) نحن متاعنا لدى اسرائيل خلينا نمسك اسرائيل ، واذا اتفق العرب واعادوا التضامن العربى واعملوا قرار مقاطعة اسرائيل وان يكون هناك موقف عربى موحد ، وفى هذه الحالة ستضطر امريكا ان تتفاهم مع العرب لان لها مصالح كبيرة مع العرب ، نحن لماذا نرمى بعيد خلينا نمسك الذى بجوارنا اولا ، والكيان الصهيونى هو سبب المشكلة . صحيح ان امريكا تدعمه وتسنده لكن نحن نمسك الذى بجوارنا هم ثلاثة ملايين ونحن مئات ملايين من البشر ونمتلك مليارات من الدولارات .. خلينا نقاطع اسرائيل ونتجاوز حالة التصدع العربى ونوحد الموقف .

صوت العرب .. ارجو ان لاتكون سيادة الرئيس يائس من التضامن العربى واعرف ان سيادة الرئيس ليس يائسا . لكن لماذا شاركتم فى مؤتمر الشرق اوسطية فى الدوحة ياسيادة الرئيس ، اذا كان ذلك رأيكم وانتم على قمة هذه البلد ودولة الوحدة فى هذا الجزء الغالى من وطننا الفاعل والمؤثر ؟

الرئيس : عندما شاركت فى مؤتمر الدوحة ارضيت راعى النظام الدولى الجديد امريكا وليس اسرائيل لان بلدى لها مشاكلها الداخلية ، وانا ابحث عما يجنب بلدى المشاكل لاننا نعرف ان الدورالكبير للولايات المتحدة الامريكية . فنحن حضرنا ارضاء لامريكا وايضا مجاملة لدولة قطر التى كان لها موقف جيد ومشرف معنا اثناء المحنة التى تعرضت لها اليمن فى صيف عام 1994م وليس لنكسب من هذا المؤتمر .

صوت العرب .. الا يحس سيادة الرئيس بذكائه المعهود والمعروف والمعترف به وهذا ليس تقريظا للرئيس ولا مجاملة مع انه اهل للمجاملة . ولكن هل ثبت لسيادتك ان امريكا المبتزة تقنع باى مجاملة او تقدر اى موقف شريف ؟

الرئيس : الولايات المتحدة همها مصالحها وليس لها صديق دائم وتبحث عن مصالحها ، وعندما تتأثر مصالحها تتأثر علاقاتها نحن بالنسبة لنا نتأثر ، ونحن لسنا دولة اقتصادية كبيرة .. نحن كل ما يهمنا ان نسد ثغرات ، وذلك لتجنيب وطننا اى مشاكل .. سد ثغرات وليست قناعة . لانه هناك فرق بين القناعة وسد الثغرات.

صوت العرب .. الاخ الرئيس صرح (ديفيد ولش) نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية قائلا : "نحن قلقون جدا من ايواء سوريا للارهابيين والجماعات التى تنادى بالارهاب ، والا لماذا ادرجناها على قائمة الدول التى ترعى الارهاب .. بهذا المعنى نحن ندعم الشكاوى التركية فى هذا الوضع " وفى ذلك انحياز واضح لتركيا ، ومنذ اسابيع صدر قانون الاضطهاد الدينى او مايسمى بقانون الاضطهاد الدينى ويبتزون مصر بما يدعونه فتنة طائفية ، ومع انى فى المعارضة المصرية مثلما حضرتك عارف وناصرى معارض للنظام من قلب مصر اسجل هذا امام سيادتك . واشهد الله انه لاتوجد اى فتنة طائفية فى مصر وسيادتك كنت معاصر حرب 73م .كان الفريق اول فؤاد عزيز غالى المسيحى على رأس الجيش الثانى ، والفريق اول احمد بدوى المسلم على رأس الجيش الاول جنبا الى جنب وابليا بلاء حسنا ، والقرآن الكريم يقول (( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون )) . ومصر متماسكة ونسيجها قوى ، ومنذ عام 1953م بعد الثورة وهم يخططون ياسيادة الرئيس ، والقانون الذى صدر فى الكونجرس هو لابتزاز مصر ، هم يدعون ان هناك اضطهادا دينيا وهو لايوجد ، كيف يفسرالاخ الرئيس موقف العرب ومنهم اليمن التى تقول ايضا انها ضد الارهاب فى تصريح مساعد وزير الخارجية الامريكى فى شأن تركيا وسوريا فى هذا التوقيت ؟

الرئيس : نحن عندما نتحدث عن الارهاب فاننا ندين الارهاب بكل اشكاله وصوره ومرتكبيه سواء كانوا افرادا او انظمة او دولا .. اما بالنسبة للشقيقة سوريا فان هذا ادعاء باطل بانها تتبنى الارهاب ، اى ارهاب اكبر من الارهاب الصهيونى على الامة العربية ، ولكن استطاعت الاستخبارات الصهيونية ان تكون لوبى فى الولايات المتحدة الامريكية ، وفى الكونجرس وداخل المجموعة الاوروبية لربط الارهاب بالعرب والمسلمين ، وان كل مسلم ارهابى وهذا غير صحيح وتشويه للاسلام وللمسلمين .. الارهاب لادين له ولاجنسية ، ونحن ندين الارهاب سواء كان هذا الارهاب مسيحيا او يهوديا او بوذيا او اسلاميا ، ومن اى ديانة كانت نحن ندينه . فما يقال بان العرب هم الذين يتبنون الارهاب هذا غير صحيح ربما هناك افراد عندهم ردود افعال فى اى قطر وفى اى بلد مثلهم مثل الاخرين ، ولكن المخابرات الاسرائيلية تحاول ان تلصق الارهاب بالاسلام ، وهذا غير صحيح ، الشق الاخر هذه مؤامرة على سوريا وحول وجود اضطهاد للمسيحيين فى مصر. هذا غير صحيح ، نحن نعرف الاشقاء فى مصر حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون جنبا الى جنب فى ظل سلام ووئام ويمارس المسيحيون ديانتهم بكل حرية وامان ولاتوجد مشكلة ، اثارة هذا الموضوع بين الحين والاخر جزء من مخطط لايجاد بؤر فتن فى الوطن العربى .

صوت العرب .. صحيح ياسيادة الرئيس وعلى ذكر مصر بالتتابع وليس بالتبعية والحمد لله اذكر الرئيس انه فى يوم 25 يوليو 1964م اعلنت بريطانيا الاحكام العرفية فى عدن وكانت عظمى فى ذلك الوقت . واعلنت ايقاف الدستور المعمول به فى عدن بحجة اغتيال رئيس اللجنة التشريعية للجنوب المحتل والمحميات - التسمية انذاك - انجليزيا بالطبع .

الرئيس : اولا لم يكن هناك دستور بريطانى للمحميات بل كان هناك دستور للجاليات الاجنبية المقيمة فى مستعمرة عدن من الهنود والصومال وغيرهم ، ولم يكن هذا الدستور يخص ابناء الشعب اليمنى فى عدن او غيرها من مناطق الجنوب التى كانت تحت الاستعمار ولم يخصهم هذا الدستور من قريب او بعيد .

صوت العرب .. لكنهم ياسيادة الرئيس اعلنوا الاحكام العرفية وايقاف العمل بالدستور الذى يعملون به.

الرئيس : نعم اعلنوا الاحكام العرفية ضد العمل الفدائى الذى كان يستهدف اجبار المستعمر على الرحيل.

صوت العرب .. اكمل السؤال فى اليوم الثانى يا اخى الرئيس مباشرة الغى الزعيم خالد الذكر والسفر جمال عبدالناصر مقابلة مع وزير الدولة البريطانية جورج طمسون بعد ان كان قد وصل الى الجمهورية العربية المتحدة فى اليوم الثانى ، ورغم انه كان فى زيارة رسمية للجمهورية العربية المتحدة ، واسأل الاخ الرئيس ان سولون ايضا يقول: ( ان الذين يقفون على الحياد وقت الفتن يفقدون حقهم كمواطنين ) ، ورغم ان درس العراق مازال ماثلا وقد كنتم فى قلب الاحداث ، الاترون ان رد الفعل الرسمى عربيا مع سوريا الجبهة المواجهة لايتناسب والاستفزاز التركى الامريكى الصهيونى ؟

الرئيس : نحن نتطلع الى موقف عربى متضامن مــع سوريا ، ا قـوى ممـا هـو عليه فى الوقت الحاضر

واليمن كانت من المبادرين لدعم موقف الشقيقة سوريا . وانا اجريت اتصالين متتابعين مع الرئيس حافظ الاسد ، وقلت له : بان موقف اليمن معك ، ولم يكن موقف الشجب والادانة ، ولكن موقف التضامن والوقوف بالمال والعتاد والرجال فى حالة المحن . هذا هو موقف اليمن . لكن كثير من الاشقاء فضلوا التريث والعمل الدبلوماسى وبعض الاخوان ارادوا ان يبذلوا جهودا قبل اتخاذ اى موقف لانهم رأوا انه من الممكن ايجاد مخرج لتجنيب البلدين الصراع والحرب ومساعيهم الدبلوماسية افادت فى تهدئة الامور .

صوت العرب .. الاخ الرئيس لماذا نستقبل كوهين وزير الدفاع الامريكى وما حقيقة ما يقال ان اليمن سوف يعطى تسهيلات او شيئا من ذلك لامريكا. ما الحقيقة ؟

الرئيس : صراحة لا احد يستطيع ان يرفض استقبال وزير الدفاع الامريكى لانه جاء لزيارة قواته المتواجدة فى الارض العربية .. بالنسبة للشق الثانى اعتقد ان الامريكان ليسوا بحاجة الى تسهيلات فى اليمن ، ونحن فى اليمن طردنا المستعمر البريطانى ، وناضلنا من اجل اخراج الشيوعية من بلادنا .. فكيف نجيز لانفسنا بعد هذا النضال الطويل والكفاح المستمر المسلح والسياسى ان نسمح بانشاء قواعد او تقديم تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة الامريكية .. امريكا ليست بحاجة الى تسهيلات عسكرية فى اليمن لان لديها تسهيلات فى العديد من الاقطار العربية ، وهى بالتالى ليست بحاجة لتسهيلات فى اليمن ولم تفاتحنا فى هذا الامر ، ولكن نحن بيننا وبينهم مشاريع تدريب مشتركة ، وهذا يأتى فى اطار اكتساب الخبرة من الاطراف الاخرى .. بالاضافة الى وجود تعاون انسانى فى مجال نزع الالغام .

صوت العرب .. الاخ الرئيس شكرا جزيلا للاجابة . على كل حال هى مقنعة جدا ، وهذا معتاد من الاخ الرئيس . يقول ريتشارد هاش احد مستشارى بوش ( ان مرحلة السنوات الخمس الماضية التى تميزت بعقد اتفاقيات سياسية مع العرب واسرائيل قد انتهت واصبح الموقف يتطلب من الدول العربية ومن امريكا انتهاج سياسة جديدة ) ، وامريكا فى التحالف الامريكى التركى الصهيونى تمارس السياسة الجديدة كيف ترى برودة القصور وبلادة التقصير الرسمى وبلاهة التفسير وهواية التسفير (الطرد) الا يستطيع اليمن القيام بخطوة و(رب همة احيت امة) لا اريد ان اقفز على الاسئلة ، ان الاخ الرئيس على عبدالله صالح لديه قدرة الابداع مثلا طرح فكرة يمنية فى ظل الوحدة كأن يفاتح الاخ الرئيس على عبدالله صالح بدماثته وبذكائه وبارائه وانتمائه القريبين منه مثلا خاصة وان علاقات سوريا والعراق تسير سيرا طبيعيا الى حد ما ، واعتقد انه كان لسيادتك جهدا ، وكما ان السموات العربية لايجوز ان تبقى مغلقة ولا يروق ذلك للاخ الرئيس .. لماذا لا يقوم بمبادرة زيارة لاربع عواصم تبدأ بصنعاء وتختم بصنعاء فى دولة وعاصمة الوحدة فى هذا الوقت من اجل اختراق الحصار على كل من العراق والسودان وليبيا وسوريا ؟

الرئيس : اعتقد ان العمل الفردى غير ناجح والمأثور العربى يقول ان العصى المنفردة يسهل كسرها ، ولكن يستعصى كسرها اذا كانت مجتمعة ، ومن المؤسف انه مورست بين العرب سياسة فرق تسد التى ادت الى هذا الموقف العربى الضعيف والهش .. لان كل واحد يتحرك لوحده والمفروض ان يأتى ماقلته انت فى اطار موقف عربى من خلال مؤسسة الجامعة العربية التى هى بيت العرب جميعا .

صوت العرب .. سيادة الرئيس حضرتك مؤهل الان للقيام بهذ1 العمل انا والله لا اتمحور ولا احب المحاور ، وليس هذا لحساب قطر بعينه اقسم انك مؤهل لخطوة من هذا النوع ، وان الوقت مناسب الان بين سوريا والعراق .. سيادتك تعرف انها بادئة فى استعادة عافيتها وطبيعتها ، وانا اطرح فكرة محددة هى ان تقوم سيادتك بزيارة للاقطار الاربعة وكأخ اقترح تكليف المعنيين كالخارجية او الاعلام او غيرهما بالاعداد لتنفيذ الفكرة ؟

الرئيس : الفكرة معقولة ومقبولة ولكنها تحتاج الى تنسيق عربى ، وخاصة مع الاقطار العربية ذات الوزن الكبير ، وفى مقدمتها مصر ، ومثل هذه الخطوة ممكن ان تتم فى اطار نشاط مشترك يتفق عليه بين الاشقاء لان العمل الفردى غير مجد ، ونحن فى اليمن قطعا مع انهاء هذا الحصار الظالم المفروض على العراق وليبيا ونطالب دوما بانهائه .

صوت العرب .. سيادة الرئيس لقد اجبت ومشكورا استجبت ومن باب المندب اطلالة على الارخبيل على مايحدث فى الجولان والاسكندرونه وفلسطين ولبنان وام درمان واربيل والسؤال .. هل يستطيع باب المندب اداء نفس الدور الذى اداه بعظمة وبثبات وشموخ فى حرب اكتوبر عام 73م فى الحرب القادمة الحتمية مع الصهاينة؟

الرئيس : باب المندب يظل بوابة رئيسية للملاحة الدولية وهو يقع فى اطار مسئولية الدول المطلة عليه ( اليمن ، واريتريا ، وجيبوتى ، والسودان ، ومصر ، والسعودية ، والاردن ) ، ولايستطيع اليمن ان ينفرد بقرار لوحده فى عام 1973م كانت لنا ارض عربية محتلة (سيناء) ، وكان لابد ان يكون هناك تعاون بيننا وبين مصر فى ذلك الوقت لان هناك قواسم مشتركة بين الثورتين المصرية واليمنية ، وكان لابد ان نقوم بهذا الدور الى جانب مصر ونستقبل البحرية المصرية فى جزرنا ومياهنا الاقليمية ، وذلك لانها كانت اقدر من غيرها فى الوطن العربى على السيطرة واغلاق باب المندب وذلك فى وقته امر جيد .. عموما لكل حادث حديث ، وباب المندب هو يمنى لكنه ارض عربية .

صوت العرب .. سؤالى الاختيارى للاخ الرئيس .. يطرح الاخ العقيد معمر القذافى قائد الثورة العربية الليبية شعار (الجماهيرية ارض كل افريقى) بديلا عن الشعار الاول (الجماهيرية ارض كل عربى) ، ومع كل التقدير لمواقف اشقائنا الافارقة .. فهل شرطا ان يكون البديل هو الخروج من الجامعة او مزاحمة جيل الغضب سنواته وممارساته ؟ وهل من رسالة من سيادتكم على صفحات (صوت العرب) للاخ العقيد وجيل الغضب ؟

الرئيس : قطعا الانسان لايستطيع ان ينسلخ من جلده حتى ولو اراد ذلك ، والاخ العقيد القذافى على حق عندما قال بان الجماهيرية الليبية ارض الافارقة .. هو على حق لانه فى موقف غضب وعندما يئس تماما ، كان ينتظر موقفا عربيا اكثر مما اتخذه الافارقة ، وكان يفترض ان العرب هو الذين يخترقون الحصار ويأتون الى ليبيا ، ولكنهم لم يأتوا الى ليبيا ، ونحن احد هؤلاء فمقولة ان ليبيا ارض الافارقة فى تصورى يحفز القيادات العربية الى انها تعيد النظر فى موقفها وتقف الى جانب ليبيا ليس بالتصريحات والمقالات الصحفية ولكن قولا وعملا .. خاصة ازاء ماتتعرض له ليبيا من ظلم وعدوان واستمرار للحظر الجوى عليها ، وهو سابقة خطيرة بان اى قطر عربى يكون له موقف يتعرض للضغوط حتى يركع فنحن مع العقيد القذافى فى ان صرخته كانت على حق لانه عندما راوده اليأس من اشقائه العرب قال ذلك ، وكان الاحرى بهم انهم هم الذين يأتون الى الجماهيرية قبل غيرهم .

صوت العرب .. الاخ الرئيس يقول فيلسوف التاريخ ارنولد توينبى (ان النموذج العلمى للامم يقتصر على حدين هما التحدى والرد على التحدى) كنا كذلك فى عام 56م ، وتأميم القناة ، وفى 67 برفض الهزيمة ، وحرب الاستنزاف ، والعبور ، وقهر الحصار ، ولم نكن كذلك فى الرد على تحدى الحصار والتلويح والتهديد بالضرب للعراق والسودان وليبيا سوريا .. هل نحن اقل من اصدقائنا الهنود او الباكستانيين فى الدخول الى النووى وفك حصار احتكار النووى ؟ .. ايضا فان المادة خمسين من ميثاق الامم المتحدة تقول ان اى قطر متضرر ليس ملزما بقرارات الامم المتحده ، كما ان تجارة المقايضة مع اشقائنا العرب ياسيادة الرئيس ليست مجرمة ولا محرمة. ماذا يقول الرئيس على عبد الله صالح ؟

الرئيس : اولا حول ما يخص استمرار الحصار على العراق وليبيا هذا شىء نستنكره ، وينبغى علينا جميعا كعرب ان نبادر نحو فك الحصار عن هذين القطرين الشقيقين ، ونرفض ايضا ما حدث للسودان ومطلوب موقف عربى اقوى من هذا .. نحن مع العراق علاقتنا واضحة ونعاتب من وقت الى اخر من قبل الامريكان ويقولون لنا انتم لازالت علاقتكم مع العراق جيدة ، وقلنا لهم بالتأكيد علاقتنا بالعراق علاقة استراتيجية وهذا قطر عربى شقيق ونحن نختلف مع الامريكان فى اشياء ونتفق فى اشياء معينة .

اما بالنسبة للسلاح النووى صراحة العرب يبدون ملتزمين بعدم الدخول فى حلبة السباق النووى ، وهذا سلوك ممتاز - مازحا ضاحكا - ان نكون ملتزمين بان لا يكون عندنا ردع نووى ، وربما ما يتعرض له العراق من امتحان على مدى الثمان سنوات الماضية لانه اراد ان يوجد ردع نووى .. ليس ضد اشقائه وجيرانه ، ولكنه فى مقابل السلاح النووى الاسرائيلى ( لان توفير الشىء قد يغنى عن استخدامه ) .

لكن للاسف نحن العرب اول من ادان العراق ووقنا ضد العراق وحاصرناه ، وكنا نحن العرب فى مقدمة صفوف التحالف لضرب العراق ومحاصرته وارسال فرق التفتيش للبحث عن الكيماوى وغاز الاعصاب .. ولماذا لا نبحث عن السلاح النووى الاسرائيلى والدول العربية موقعة وملتزمة ماهو الموجب ان يوجد سلاح نووى فى اسرائيل ، ولكن هذا هو النظام الدولى الجديد الذى يكيل بمكيالين ويتعامل بمعيارين فى قضية واحدة .

صوت العرب .. سيادة الرئيس سؤالى الختام ولا اقول الاخير .. عقب حرب الخليج الثانية مباشرة كنت احقق الحقائق ، حيث كانت الاكاذيب اكثر مما يحتمل العقل البشرى المتسق مع ذاته وهويته سألت احد الحكام العرب لماذا اخترت الاخ الرئيس على عبد الله صالح بالتحديد لمشاركتك فى الوساطة بين الاخ الرئيس صدام حسين واطراف الفتنة والمحنة ؟ قال: ( لان الاخ على عبد الله صالح ذكى وشجاع ) ، وفى حوار عن ذكرياته مع حكام العرب قال طاووس المذيعين المحاورين الاحياء (حمدى قنديل ) اطال الله عمرهما هو ونظيره صلاح زكى ، قال الاخ حمدى قنديل عن الرئيس على عبدالله صالح ( هو من اذكى الحكام وسريع البديهة ) ، وتثبت الايام والاحاديث ان المقولة صحيحة اقولها لك فى وجهك رغم انى اعتدت ان اقارع الرؤساء والملوك ، وان لا اكون فى صفهم الا اذا كانوا فى خندق جمال عبد الناصر . والسؤال يا اخى الرئيس هل من صيغة فى ابداع ذكى وطرح شجاع لعقد قمة تكسر الازمة كتسيير رحلات او شىء من هذا لقبيل الى اقطار الحصار او سحب سفراء من تركيا مثلا او تسيير قوافل تجارية وزيارات رئاسية للعواصم ( بغداد ، وطرابلس ، والخرطوم ، ودمشق) ثنائية او ثلاثية او اكثر ، وانطلق فى الطرح من ثقة فى انطباع حول الذكاء والشجاعة ، وقد ثبتا خلال الوحدة والعودة وحدة اليمن وعودة الجزر . وهل تبذل اليمن جهدا للقمة تتواصل به مع فجر الثورة عام 62م فقد انعقد فى عام الثورة ثلاثة قمم احدها افريقى واستقلت الجزائر فى عام الثورة .. فهل تكون خطوة مواجهة الخطر من عاصمة الوحدة فى يمن الثورة وابداع ذكاء وشجاعة اخى على عبدالله صالح ؟

الرئيس : نحن فى اليمـن مـع عقـد قمة عربيـة ، وقـد ايدنا ودعمنا كل المبادرات الهادفة لعقد قمة عربية

سواء لمناقشة تعثر مسيرة السلام فى الشرق الاوسط والتعنت الاسرائيلى او قمة عادية لمناقشة اوضاعنا العربية الراهنة ، وللاسف لم تعقد القمة حتى الان ، ولازال موقفناوسيظل اننا ندعو لعقد قمة عربية ونؤيد كل من يدعو لعقد قمة عربية لبحث اخر المستجدات ومنها التهديدات التركية ضد سوريا والتحالف التركى مع الكيان الصهيونى وتهديده لقطر عربى صامد هو سوريا .

نحن مع عقد هذه القمة العربية .. لكن بالنسبة لسحب السفراء انا لست مع هذا الاجراء لانه اسلوب قديم غير مجد والضغط الحقيقى هو عقد القمة وتوجيه رساله عربية قوية وواضحة لكل من يقف ضد المصالح العربية لانه فى نهاية الامر لابد ان تعود العلاقات الى سابق عهدها .. هناك قيادات عربية لها تأثير فعال وتستطيع ان تلعب دورا فى ايجاد موقف عربى موحد ازاء انعقاد القمة .

ونحن ندعو ونؤيد انعقاد قمة عربية فى مصر فى مقر جامعة الدول العربية بيت العرب ، ونحن فى اليمن لا نرى فى سحب السفراء وسيلة ناجحة للضغط ، ولكن القمة العربية ستكون وسيلة جيدة لمناقشة كل التهديدات ضد الامن القومى العربى ومناقشة قضايا استمرار الحصار على العراق وبحثه بجدية ، وهل العراق اوفى والتزم بقرارات مجلس الامن ام انه مازال مقصرا ولم يلتزم ، وانا اقول ان العراق قد اوفى بكل قرارات الشرعية الدولية واستمرار الحصار عليه لا مبرر له .

صوت العرب .. لم اشأ الاشارة الى الجامعة العربية التى لا وجود لها عمليا .. لكن سيادتكم ذكرتموها وقد تجاهلتها عابرا لفقدان فاعليتها وتفاعلها ، ويكفى ان قرار الجامعة العربية بشأن لوكربى (على سبيل المثال) جاء متخلفا عن قرار افريقيا ومطابقا للقرار الامريكى فكيف تكون الجامعة بيتا للعرب ؟

الرئيس : حال الجامعة العربية انعكاس لحال الامة وقياداتها ، ومن الظلم ان نحمل الجامعة مسئولية مايحدث فى الواقع العربى ، والمفروض انه لو انتظمت القمة العربية وسارت الجامعة العربية مثلما هو الحال فى منظمة الوحدة الافريفية لما تناقضنا ، ولما جاءت بياناتنا بهذا الضعف .. أضعف من قرارات منظمة الوحدة الافريقية .

والسبب انه لم تنعقد منذ زمن قمة عربية اعتيادية ، ولم ينتظم انعقاد القمة القمة العربية بشكل دورى ، وليس من الضرورى عندما نجتمع فى القمة العربية ان يبحث كل بلد عن مصلحة خاصة به ، بل نبحث عما يهم الامن القومى العربى والاهداف القومية العليا .

صوت العرب .. شكر ا سيادة الرئيس على ( الوسام - الوحدة - والكلام - الاجابة ) .

وقاك الله شر البشر والقدر ، وحفظ لكم وبكم وحدة اليمن .. مهد العروبة .. بايمان الحكمة .. وفقه الثورة .

ودمتم باخيكم ولاخيكم ،،

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department