الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / مقابلات وأحاديث رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية في مقابلة صحفية مع مجلة السياسية الدولية

اليوم:  21
الشهر:  نوفمير
السنة:  1995

أكد الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أن توحيد اليمن كان حلما وهدفا استراتيجيا للسياسيين ومطلبا مشروعا للشعب اليمني.

جاء ذلك في مقابلة صحفية آجرتها معه مجلة السياسة الدولية الصادرة في باريس.. وأشار الأخ الرئيس بان التشطير كان واقعا غير طبيعي.. وفي خلال استعراضه للوحدة اليمنية والوحدة الألمانية قال الأخ الرئيس أن الصعوبات الأساسية كانت تكمن في الاختلافات في طبيعة النظامين اللذين كانا قائمين في اليمن.. وذلك على خلاف ألمانيا حيث جاءت الوحدة نتيجة دمج بين دولتين ولا جدال في أن النظام الماركسي للحزب الواحد في الجنوب قد افرز تقاليد شمولية تتنافى مع النهج الديمقراطي وبالتالي فانه لم يكن سهلا على السياسيين الذين تربوا في ظل هذا النظام التكيف مع قواعد الديمقراطية والتعددية.. وفي الواقع فان الهوة لم تكن داخل الشعب اليمني نفسه بينما كانت في أوساط الأحزاب ورجال السياسة، لقد كان هذا سببا للازمة وسببا لتجاوزها في آن واحد. مشيرا إلى انه منذ توليه مهام الرئاسة عام 1978م بنى عمله على أساس أن مفهوم الوحدة اليمنية باعتبارها المعركة الجوهرية يجب أن يقترن بتقدم ملموس على صعيد الديمقراطية والتحديث.

وأضاف قائلا أن التزام الحقيقة يدفعني إلى القول بان هذه القواعد لم يتم احترامها من قبل الجميع بالتوحيد، بالصورة التي كنا نتطلع إليها نظرا لأننا كنا في بداية الطريق أولا ولما ساد الفترة التي أعقبت الوحدة في إلى 22 مايو 1995م من أعمال فوضى وتخريب تسبب فيها الانفصاليون ومن تآلف معهم ثانيا.. هذا على الرغم من أن الدستور يسمح بحرية التعبير للأحزاب والصحف والاقتراع العام خاصة فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية.. ومن ناحية أخرى فان الوحدة قد جاءت في فترة بالغة الصعوبة ذلك أن أزمة الخليج قد انفجرت بعد عدة أسابيع من قيام الوحدة وقد كنا في حاجة إلى مناخ هادي ولم يكن من طبيعة أزمة الخليج توفير هذا المناخ..

وردا على سؤال حول تداعيات المحاولة الانفصالية قال الأخ الرئيس عندما قمنا بتحقيق الوحدة عام 1990م كان ذلك على أساس القبول المطلق بالإجماع التعددية أننا لم نختر حلا على طريقة بسمارك ولم نقم بفرض شيء بالإكراه بل على العكس تحققت الوحدة بطريقة سلمية وعبر الحوار وحرصنا على إشراك كافة الأحزاب في الشمال والجنوب في هذه المسيرة.. إلا انه يتوجب الإشارة إلى انه في دولة الجنوب سابقا كان يحكم حزب واحد تطبع بكل العادات السيئة للديكتاتورية الماركسية.

ولا ريب فقد كان من الصعب عليه التكيف مع تجربة الديمقراطية والتعددية وعلى سبيل

المثال فان هذا الحزب لم يرض بقبول نتائج الانتخابات التشريعية في إبريل عام 1993م لأنها وضعته في المرتبة الثالثة خلف المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح.. وقد أراد خلافا لنتائج الانتخابات والإبقاء على تمثيل له في مجلس الرئاسة يفوق حجمه في الانتخابات كما اخذ يصر على الأشراف على الثروات النفطية في المناطق الجنوبية في حين أن دولة الوحدة آخذت على عاتقها مجمل الديون المتراكمة على نظام عدن سابقا في ظل هذه الظروف جاءت الأزمة السياسية في مطلع عام 1994م ولقد كانت الفرصة مواتية استغلها هؤلاء الذين كانوا يستهدفون هز استقرار اليمن الموحد وتشجيع الانفصال ولدينا الدلائل والبراهين بان القادة الانفصاليين تلقوا ما يقارب سبعة مليارات دولار من الخارج لتدبير المؤامرة وشراء المعدات العسكرية والإعداد لحرب أهلية.

وفي رده على سؤال عن حال اليمن بعد عام من الانتصار على مؤامرة الانفصال أكد الأخ الرئيس أن الوحدة مكسب تحقق وتجذر في الواقع ولم تستطع مؤامرة الانفصال أن تحدت شرخا في كيان وبنيان ووحدة شعبنا، مشيرا إلى أننا إلى اليوم نواصل مسيرة التجربة الديمقراطية والتنموية وانه تم إعادة توحيد الجيش وقال أن الحزب الاشتراكي أعاد تنظيم نفسه، ونوابه يشاركون في البرلمان ويشارك بعض أعضائه في أجهزة الدولة..

منوها بأننا لم نقم بتصفية أي حسابات ولم نعذب أحدا ولم نضع أحدا في السجن بل منحنا عفوا عاما واسعا لم يستثن منه سوى ستة عشر شخصا بإمكانهم العودة إلى البلاد إذا قبلوا بالمثول للمحاكمة العادلة وقال أن محاولة الانفصال لم تزدنا إلا ثقة بخيارنا الديمقراطي ووطدت قناعتنا في هذا الاتجاه كما أبرزت سمة هذا الخيار وفعاليته بحيث آخذت البلاد في استعادة مسيرتها والمهم الآن هو العمل على حل الأزمة الاقتصادية وإطلاق ديناميكية التنمية.

وحول علاقات بلادنا مع المملكة العربية السعودية قال الأخ الرئيس لقد ولى زمان سوء التفاهم وانعدام الثقة بين الجانبين ويجب اجتياز مرحلة جديدة والكف عن اجترار الخصومات القديمة، فنحن جيران والقاعدة لكل الجيران هي التفاهم وإقامة علاقات انسجام وتعاون على هذه الأسس وتوطدت علاقاتنا مع سلطنة عمان وليس هناك ما يدعو إلا تثمر مثل هذه الأسس بالنسبة لعلاقاتنا مع المملكة العربية السعودية، ذلك أن المسيرة تسير في الطريق السليم.. وقد تم التوقيع في مكة بتاريخ 27 رمضان 1415هـ الموافق 23 يناير 1995م على اتفاق مبدئي يفتح الطريق لمفاوضات لا يجاد حل لمشكلة الحدود..

وقد شرعت لجان مشتركة في عملها للإشراف على ترسيم الحدود ودراسة كافة النقاط بهدف التطبيع النهائي.. ولقد كانت زيارتي للسعودية في يونيو الماضي تتويجا للجهود التي قامت بها هذه اللجان وترسيخ جو الثقة والتعاون الذي من شأنه أن يعطي زخما جديدا للعلاقات الثنائية.. أن الوفاق اليمني السعودي آمن جوهري لاستقرار شبه الجزيرة العربية ولخدمة قضية الوحدة العربية وأكد الأخ الرئيس في معرض رده على سؤال حول مسيرة السلام في المنطقة أن السلام لن يكون سلاما دائما إلا إذا كان عادلا.. ويعتمد ذلك على حسن النية ولكن إسرائيل لم تبرهن على ذلك حيث يعتقد الإسرائيليون أن بإمكانهم أن يأخذوا ما يريدون دون أن يتنازلوا عن شيء.. وأشار في هذا الصدد إلا أن السلام يمر عبر تطبيق قرارات الأمم المتحدة الرامية إلى الجلاء عن كافة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وتساءل عما إذا كانت إسرائيل مستعدة للانسحاب أو إنها تريد تشكيل نوع من الدويلات.

وفي هذا السياق دعا الأخ الرئيس الولايات المتحدة لتحمل مسؤولياتها لتفادي المراوحة في نفس المكان وان موقفها سيكون دليلا واضحا على مدى عزمها على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأشار إلى انه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في الكيل بمكيالين فيعاقب العرب دون رحمة ويغض الطرف عن عدم احترام إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة.. وقال أن على المجتمع الدولي أن يهب للسلام ووسائل انتصاره وتقديم مساعدات مكثفة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي رده على سؤال حول ظاهرة العنف في عدد من البلدان في المنطقة أوضح الأخ الرئيس بان الإسلام لا يمثل أدنى خطر ومن الحماقة اختزال ديانة في تجاوزات أفراد.. مشيرا إلى أن معالجة هذه الظاهرة تكمن في معرفة أسبابها ومعالجتها فبالتصدي لها يمكن معالجة المواقف.. مؤكدا بأن على المجتمع الدولي أن يتوقف عن تغذية الإحساس بان تعامل الشعوب بشكل غير متكافئ.

وأشار الأخ الرئيس إلى موقف فرنسا الداعم للوحدة اليمنية الذي كان له أثره البالغ على مواقف الدول الأخرى، وقال أن هذا الموقف ينسجم مع تقاليد الصداقة اليمنية الفرنسية العريقة.. منوها بان بلادنا ترتبط بعلاقات ممتازة مع العديد من دول المجموعة الأوروبية وان لفرنسا مكانة تهيئها لتكون شريكا متميزا لليمن وان تلعب دورا حاسما لدى المجموعة الأوروبية والمنظمات الدولية لكي يحصل اليمن على القروض الضرورية لتنميته وانطلاقته الاقتصادية

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department