الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / مقابلات وأحاديث رئيس الجمهورية

رئيس مجلس الرئاسة في حديث صحفي مع مجلة الوسط اللندنية

اليوم:  17
الشهر:  أكتوبر
السنة:  1993

الوسط. كيف يمكن معالجة المشكلات التي تطرحها الديمقراطية في اليمن.. هل تحسم الخلافات بواسطة الأكثرية العددية في البرلمان والمؤسسات ا لمماثلة أم بواسطة العرف والتوافق أم بالجمع بين الالتزام بالدستور والعرف معا؟

الرئيس: الحوار أساسي وهو الوسيلة المثلى لمعالجة تلك المشكلات واعتماد الأكثرية في البرلمان.. واحدة من الحلول بالإضافة إلى المؤسسات الشرعية الدستورية التي تمثل المرجعية الأساسية كونها جاءت كمؤسسات منتخبة وعلينا احترام حق الأغلبية مع احترام موقف الأقلية.. لكن الأمور تحسم بالأغلبية هذا هو المبدأ الديمقراطي الصحيح بالإضافة إلى التوافق في الرأي والحوار خيار مرا الخيارات شرط أن نجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.

ونحن نعتقد أن أي اتفاقية خارج المؤسسات الشرعية وعدم احترام الأكثرية تعنى تهميش الشرعية، تهميش الديمقراطية وحقوق المواطنين الذين اختاروا من يمثلهم في السلطة التشريعية عبر صناديق الاقتراع بالانتخاب الحر والمباشر.

 الوسط:المشكلة التي تطرح هي كيف يمكن التوصل لإقناع الحزب الاشتراكي بمعادلة الأكثرية والأقلية ونحن نعرف أن الحزب الاشتراكي يشعر انه يمثل أقلية في البرلمان وإخضاع الاشتراكيين لمعادلة الأقلية والأكثرية تجعلهم يشعرون بأنهم نصف الوطن سياسيا وأقلية الوطن برلمانيا ؟

الرئيس: المسألة هي حزبية وليست مسألة مناطقية.. الحزبية تعني أن كل حزب ممكن أن يكون له أقلية أو أكثرية على مستوى ساحة الوطن، على ضوء ما يحصل عليه من الجماهير، نحن لا نتعامل من خلال أقلية أو أكثرية بالمفهوم المناطقي ولكن نتعامل مع أقلية وأكثرية الحزبين طبقا لثقة الناخبين، المفروض بالحزب أن يكون حزبا وطنيا منتشرا في الساحة اليمنية وان يرضى بموقع الأقلية عندما يكون تمثيله الشعبي متناسب مع ذلك وبالأكثرية عندما يكون تمثيله اكثر إذ الأساس الثقل الشعبي وليس الانتماء المناطقي.

 الوسط. يرى البعض أن حل الخلافات القائمة حول مجلس ا لرئاسة يكمن في تمديد مجلس الرئاسة إذا ما تعذر التوصل إلى التعديلات الدستورية المطلوبة فهل تنظرون بشيء من الإيجابية إلى هذا الحل ؟

الرئيس: نحن نطمح لأجراء تعديلات من اجل تثبيت وتحديد المسؤوليات والاختصاصات بوضوح حتى تتمكن كل هيئة أن تقوم بدورها الدستوري والسياسي على مختلف المستويات لان تبني أسلوب القيادة الجماعية اثبت فشله.. فالقيادة الجماعية تقليد اتبعته الأحزاب الشيوعية والأنظمة الشمولية وهذا النمط من القيادة اثبت فشله ليس في وإنما في العالم كله نحن نعتقد في ظل نظام ديمقراطي بان الشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه من خلال السلطة التشريعية التي هي المرجعية الأساسية التي تقوم بسن القوانين والتشريعات والرقابة والمحاسبة وتحديد المهام للسلطة التنفيذية لا فرق في شكل هذه السلطة سواء أكانت رئيس الجمهورية أو مجلس رئاسة أو حكومة، فالرقيب الأول هو الشعب والسلطة بيد الشعب الذي يمارسها من خلال البرلمان وهذا يتناقض مع ما كان معمولا به في الأنظمة الشيوعية والشمولية حيث المشاركة كانت تتم على مستوى تمثيل مراكز القوى أو المناطق في السلطة التنفيذية.

نحن نقول أن الأمة ممثلة في البرلمان والسلطة التنفيذية تخضع للكفاءة والقدرة كائنا

ما كان وتمثيلها وطني من الناس القادرين على العطاء كما هو معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونحن نأمل أن نتبع التقاليد النابعة من خصوصيات الشعب اليمني وتقاليده وأعرافه وبما يضمن المصلحة الوطنية العليا، ما أمكن يجب أن السلطة التنفيذية تضم الكفاءات الوطنية وتمثل كل الاتجاهات في الساحة.

 الوسط في هذه الحالة لستم مع التمديد لمجلس الرئاسة؟

الرئيس: هناك خياران أما البقاء على الدستور الحالي وانتخاب مجلس رئاسة جديد طبقا له أو تجرى التعديلات الدستورية ويتم انتخاب رئيس جمهورية.

 الوسط. نسبت أنباء صحفية لنائب الرئيس علي سالم البيض انه اتفق معكم على انتخاب الرئيس ونائبه في قائمة واحدة.. وأنكم امتنعتم فيما بعد عن تنفيذ هذا الاتفاق؟

الرئيس: أولا الاتفاق الذي تم بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي حول التعديلات الدستورية لم يتم بين أشخاص وإنما بين هيئات.. وقد تضمنت اتجاهاتها أن يكون الرئيس ونائب الرئيس من حزب واحد وان يكونا في قائمة واحدة إذا كانا ينتميان إلى حزب واحد ولكن بعد إن ظهرت نتائج الانتخابات ظهر طرف ثالث هو التجمع اليمنى للإصلاح، تم الاتفاق معه على الدخول في ائتلاف حكومي ثلاثي إلى جانب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وقبل الدخول في الائتلاف على أساس إننا نجري تعديلات في مشروع التعديلات الدستورية التي كان قد اتفق عليها بين الاشتراكي والمؤتمر وعلى هذا الأساس قبل الإصلاح بالائتلاف ومن ضمن شروطه انه لا يقبل أن يكون الرئيس ونائب الرئيس في قائمة واحدة.. أي لا يقبل بعض المواد الدستورية التي كان قد اتفق حولها ثنائي وجرت تعديلات حول هذا الأمر وجاء نص دستوري في التعديلات يقول (يكون للرئيس نائب ويعلن عن اسمه قبل إجراء الانتخابات) فقط.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين أطراف الائتلاف.. أما الاتفاق السابق فكان ينص على إجراء انتخاب للرئيس ويعلن عن نائبه ويكون النائب من حزبه.. لم يتم هذا وتعدلت الفقرة على النحو الذي ذكرت.

الوسط. هل تتوقح عودة نائب الرئيس من عدن بسرعة للمشاركة في احتفالات الثورة؟

الرئيس: والله هذا أمر يخص الأخوان في الحزب الاشتراكي.. المسألة تعود لهم.. نحن نتعامل مع مؤسسات ونتعامل مع قيادة الحزب الاشتراكي والأمر متروك للإخوان في قيادة الحزب الاشتراكي.

 الوسط: كيف تنظر فخامة الرئيس لوسيلة الاعتكاف فقد تبين انه في كل مرة كان نائب الرئيس يعتكف يحقق الأغراض التي من اجلها اعتكف.؟

الرئيس: ليست المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا الاعتكاف، هذه تقريبا هي ثالث مرة.. على الصعيد الثنائي الشخصي بيني وبين الأخ علي سالم البيض نائب رئيس مجلس الرئاسة لا يوجد أي خلاف ولكن ربما يعتقد البعض انه بالاعتكاف يمكن أن يحقق نتائج ولهذا ربما يستمر المسلسل.

 الوسط: فخامة الرئيس كما تعرفون جرت ترقيات في الجيش سماها رئيس الأركان عشوائية والبعض الآخر سماها ترقيات وترقيات مضادة، واصبح هذا الموضوع حديث الشارع اليمني ولم يعد محصورا في إطار السلطة العليا..

الرئيس: هذه من السلبيات التي ارتكبت.. لقد تم إصدار قرار سياسي يقضي بعودة كل المفصولين من الجيش لأسباب سياسية فعادوا بفعل هذا القرار وكانت الغلطة انه احتسبت لهم المدة السابقة التي كانوا فيها خارج الخدمة كما لو كانوا يخدمون بالفعل وحصلوا على ترقيات أسوة بالذين في الخدمة الفعلية..

هذا الأمر أدى إلى خلل في داخل المؤسسة العسكرية وفي أوساط القوى العاملة داخل الجيش فعندما رأى هؤلاء أن العائدين قد وصلوا إلى مراتب تساوي مراتبهم رغم انقطاعهم عن الخدمة شعروا بالضرر مما حدا بوزارة الدفاع إلى إصدار قرارات بترقية هؤلاء الذين ظلوا في الخدمة فحصل هذا الخلل داخل المؤسسة العسكرية لكن نحن الآن بصدد معالجة هذه الأخطاء التي حدثت وإعادة بناء القوات المسلحة على أسس ومعايير وطنية وعلمية سليمة.

 الوسط: صرحت سيادة الرئيس في حديث صحفي بان الجيش سيتوحد قبل نهاية هذا العام التزاما بالمهلة المحددة لتوحيده، كيف يمكن دمج الجيش قبل التغلب على المشاكل المطروحة فيه؟

الرئيس: هذا الأمر ليس تصريحا لي.. انه برنامج قدمته حكومة الائتلاف الثلاثي للبرلمان وينص على العمل باستكمال التوحيد خلال الأشهر القادمة. 

الوسط: هل تتوقعون توحيد الجيش من الآن حتى نهاية السنة؟

الرئيس: نحن نتطلع منذ وقت مبكر لاستكمال ما تبقى من عملية التوحيد والمسألة تعود إلى حكومة الائتلاف ومدى جديتها في هذا الأمر.

 الوسط: ما هي بريأكم العقبات التي تحول دون إنشاء منطقة حرة في عدن؟

الرئيس: نحن نطمح ونسعى إلى أن تكون هذه المنطقة حرة لكن المشكلة تكمن في أن الحكومة تتناقض مع نفسها من وقت لآخر.. فهي تريد، أحيانا أن تجزئ مناطق في عدن لتكون هي المنطقة الحرة بينما يقول رأي آخر أن تكون منطقة عدن بكاملها منطقة حرة، ونحن نميل إلى أن تكون عدن بكاملها منطقة حرة.. هذا رأينا وبحيث يكون لها تشريعاتها وقوانينها لحماية المنطقة الحرة بما يساعد المستثمر الوطني والعربي والأجنبي للاستثمار في هذه المنطقة وتسري عليها التشريعات والقوانين الموجودة في المناطق الحرة المماثلة في العديد من بلدان العالم، لكن للأسف الشديد الوضع الحالي لا يساعد على نجاح المشروع بسبب مخلفات التشطير وآثار النظام الاشتراكي الشمولي الأسبق.. كيف يمكن أن تكون هذه المنطقة حرة وهي لازالت تحكم بعقلية القطاع العام وعن طريق النقابات.. هذه العقلية لا تساعد على قيام المنطقة الحرة بمهامها ولهذا لابد من تصحيح هذه الأوضاع وبما يشجع المستثمرين على الاستثمار في هذه المنطقة.

 الوسط. تلقيت رسالة من الملك حسين وكذلك نائب الرئيس، جرى الحديث إن هاتين الرسالتين تتعلقان بوساطة في الخلافات القائمة.

الرئيس: الرسالة أساسا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين لكن يبدو انه كان قد وصل إلى مسامع جلالة الملك حسين وجود تباين أو خلاف في وجهات النظر بين أحزاب الائتلاف، لهذا التقى ممثل الملك حسين بالأخ علي سالم البيض في عدن واعتقد أن هذا اللقاء تم بهدف الحرص على عدم تصاعد الخلاف وعلى تطويقه وعلى أجراء حوار بين أطراف ا لائتلاف.

 الوسط هل تباركون هذا المسعى؟

الرئيس: طبعا نبارك هذا المسعى وهو مسعى جيد ونقدر تقديرا عاليا هذا المسعى الحميد من قبل الملك حسين ومع الأسف ما كنا نريد أن نحرج أشقاءنا وأصدقاءنا في مشاكلنا الداخلية.. وكان من المفروض أن نكون جديرين بحل مشاكلنا داخليا كما هي العادة ولكن على كل حال لا يستنكر هذا الأمر، فالملك حسين شقيق وعزيز على قلوبنا وجهوده مشكورة ولا نستغني عنها.

 الوسط: نسمع عن أحاديث حول الفساد في صنعاء وكل الأطراف تتحدث عن ذلك ومادام كل طرف يتحدث عن الفساد.. بما في ذلك المؤتمر الشـعبي العام والحزب الاشـتراكي اليمني فمن أين يأتي الفساد؟

الرئيس: كل الأحزاب تتحدث عن الفساد لأن كل واحد يتجنب أن يكون معنيا أو توجه التهمة له بأنه هو الفاسد ولهذا الجميع يتحدثون عن الفساد لكن أعين القوى الشريفة الوطنية بالمرصاد وتعرف أين يكمن الفساد ومن هم الفاسدون والذين يتحدثون عن الفساد يعرفون أيضا أين يكمن الفساد، وللأسف لقد وجد الفاسدون مظلة في أحزابهم لحماية فسادهم لكون إذا طلع الفاسد من المؤتمر أو الاشتراكي أو غيرهما من الأحزاب تمت محاسبته فينظر إلى ذلك وكأنه نكاية بهذا الحزب أو ذاك.

 الوسط. فخامة الرئيس باعتباركم تمثلون السلطة التي من المفترض أن تكون خارج التكتلات التي لها علاقة بالفساد هل عندكم خطة معينة لمحاربة الفساد أينما وجد؟

الرئيس: عندنا خطة لمحاربة الفساد ولكنها لن تكون فعالة ألا عندما تتوحد الإرادة السياسية وتحدد الصلاحيات والمسؤوليات بوضوح، وهذا ما دفعنا لتبني التعديلات الدستورية، لان الدستور الحالي الذي توحدنا على أساسه كان القاسم المشترك للتوحيد ليس ألا.. لكنه لا يفي بكل ما نطمح أليه، لأنه دستور توفيقي لا يحدد الاختصاصات بين السلطات ويخلط بينها، لمجلس الرئاسة أحيانا اختصاصات وللحكومة اختصاصات ونحن نتبنى التعديلات الدستورية من اجل تحديد الاختصاصات ولمعرفة هل الحكومة هي المسؤولة أم رأس الدولة أم السلطة التشريعية.

 الوسط: فخامة الرئيس وأنا قادم إليكم شاهدت مظاهرة أمام مجلس الوزراء من الطلاب الذين يطالبون بالدخول إلى الجامعة-. ولا يجدون مكانا لهم، هذه المشكلة مطروحة في جامعة صنعاء فكيف يمكن معالجتها؟

الرئيس: جامعاتنا تشتغل بكل طاقاتها ولكن لا تنس أن هناك انفجارا سكانيا وطلابي في البلد.. والمفروض على الحكومة أن تضع خططا مسبقة لمواجهة استيعاب الطلاب والطالبات الراغبين في الالتحاق بالجامعات والمعاهد قبل نهاية العام.. ومن بين السلبيات أن هذه الخطط لم توضع من قبل لمواجهة الزيادة الهائلة في أعداد الطلاب الراغبين في الالتحاق بالجامعات مما أدى إلى إحراج الحكومة في الوقت الحاضر..

نحن نرى من وجهة نظر الرئاسة بان على الحكومة أن تتحمل مسؤولية استيعاب هؤلاء الطلاب في الجامعات والمعاهد والمدارس وإيجاد المقاعد المدرسية لهم وان تركز بدرجة أساسية على المعاهد المتوسطة والتعليم الفني بشكل عام، لتلبية احتياجات التنمية..

 الوسط: سيادة الرئيس هل تؤيدون إنشاء جامعات في المحافظات.. و؟

الرئيس: نعم عندنا خطة لإنشاء جامعة في حضرموت وجامعة في تعز والآن انتشرت كليات التربية في عدد من المحافظات كما أننا نشجع قيام الجامعات الخاصة.

 الوسط. فخامة الرئيس وقعت في اليمن حوادث في فترات مختلفة وصفتها الصحف بأنها ذات طابع أصولي وينسبها البعض إلى تنظيم الجهاد والبعض الآخر ينسبها إلى الأفغان اليمنيين.. ؟

الرئيس: نعتبر ما يقال في هذا المجال يمثل حملة ظالمة يروج لها ناس حاقدون على الوحدة والديمقراطية في اليمن، المعنيون بهذه الحوادث يمثلون عناصر قليلة العدد في بلادنا، ومجتمعنا متله مثل أي مجتمع آمن تقع فيه حوادث من هذا النوع. إن القول بان هذه الحوادث التي وقعت في اليمن هي من صنع يمنيين أفغان هو قول غير صحيح، هناك أشخاص معدودون كانوا يذهبون للجهاد في أفغانستان وكانت تساعدهم بعض الدول الشقيقة وبعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة في وقت كانوا يدفعون فيه بالحركات الإسلامية للجهاد في أفغانستان من اجل مواجهة المد الشيوعي، لقد استخدموا هذا التيار فترة من الزمن بعد أن تم الاستغناء عنهم وصفوهم بالإرهابيين، نحن ضد أعمال العنف والإرهاب والتخريب مهما كانت مصادرها، وللأسف بدأت بعض الصحف المحلية والخارجية تروج شائعات عن وجود اليمنيين الأفغان، هذا غير صحيح واليمن معروفة، فالأيمان يماني والحكمة يمانية واليمن حمل راية الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ولسنا في حاجة إلى من يجاهد في بلادنا من اجل الإسلام.. الحديث عن الجهاد والأفغان غير صحيح، إن القوى اليسارية المعروفة بتطرفها تحاول أن تصنف المجتمع إلى علمانيين يمنيين وإسلاميين متطرفين ونحن لا نقبل بهذا التصنيف.. نحن نرفض التطرف وننبذه من أي جهة أو طرف سواء كان من أقصى اليمين أم أقصى اليسار أو غيرهما.

 الوسط: يتحدث تقرير منظمة العفو الدولية عن انتهاك حقوق الإنسان في بلادكم وعن مساجين رأي وسجناء سياسيين، ويقول التقرير انهم مازالوا مسجونين منذ فترة ما قبل الوحدة؟

الرئيس: بعض القوى اليسارية المتطرفة التي لم تتخلص من عادات الماضي لازالت تطرح للأسف الشديد هذا الكلام لتشويه سمعة اليمن بالحديث عن وجود سجناء سياسيين ونحن نؤكد بأنه لا يوجد أي سجين سياسي في وطننا وفد دعينا منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان وجاءت إلى اليمن عدة منظمات دولية وزارت عدة سجون واكتشفت انه لا يوجد في اليمن أي سجين سياسي هناك قضية السجين منصور راجح الذي يروج بأنه سجين رأي لكن الحقيقة انه سجين جنائي ويوصف بأنه سجين سياسي لأنه كان من قبل عنصرا في الجبهة الوطنية، وهكذا تجد إن بعض العناصر المتطرفة من الحزب الاشتراكي تسرب مثل هذه الأخبار بان هذا الرجل سجين سياسي وهذا غير صحيح وأحكام القضاء موجودة ضده كونه ارتكب جريمة جنائية ومسجون بقضية جنائية، جريمة قتل عادية.

 الوسط. فخامة الرئيس جرى الحديث مرارا عن عودة الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد إلى اليمن، فهل توجهون له الدعوة مرة أخرى للعودة إلى صنعاء؟

الرئيس: لا يحتاج لأي دعوة فهو مواطن كأي مواطن يمنى ومن حقه أن يعود إلى الوطن في أي وقت يريده، انه كبقية الرؤساء اليمنيين السابقين المقيمين في الوطن ومن حقه العودة متى يشاء.. لقد ابتعد علي ناصر عن الساحة الوطنية في أعقاب الوحدة نتيجة للحساسية التي كانت قائمة بينه وبينا زملائه في الحزب الاشتراكي اليمني وكان من ضمن شروط الحزب الاشتراكي للقبول بالوحدة إبعاد علي ناصر عن الساحة اليمنية. وأقنعنا الأخ علي ناصر محمد بالانسحاب إلى دمشق ولكن الآن من حقه أن يعود خاصة وان الحساسية بدأت تخف بينه وبين زملائه في الحزب الاشتراكي وهم بحسب علمي على اتصال به وقد اجتمع في دمشق مع قياديين بارزين في الحزب واجتمع معهم أيضا في باريس. المشكلة بدأت تسوى بين الحزب الاشتراكي والأخ علي ناصر ولا مشكلة في عودته إلى الوطن..

 الوسط: فخامة الرئيس.. كم تقدر حجم الطائفة اليهودية في اليمن؟

الرئيس: لا يزيد عدد اليهود اليمنيين في تصوري عن ثلاثمائة أو أربعمائة شخص وهم يعاملون كمواطنين يمنيين لهم كافة الحقوق السياسية بما فيها حق السفر والعودة وهم يسافرون ويعودون إلى وطنهم بعضهم يظل مقيما في الخارج. انهم مواطنون يمنيون لهم كافة حقوق المواطنة وعليهم واجباتها طبقا للدستور.

 الوسط: فخامة الرئيس بعض الشركات النفطية تعاني من صعوبات في العلاقة مع المواطنين المحليين؟

الرئيس: هذا غير صحيح وليس هناك أي صعوبات أو مشاكل بين المواطنين والشركات بالعكس المواطنون جميعا يتعاونون لحماية نشاط الشركات ربما اكثر مما تحميها أجهزة الأمن والجيش والمواطن اليمني حريص على توفير الأمن للمستثمرين والشركات العاملة في بلادنا.

 الوسط: كان من المفترض أيضا أن تقلص عدد السفارات في الخارج فهل جرى التقليص ؟

الرئيس: لقد جرى بالفعل تقليص بعض السفارات في الخارج نتيجة الوضع الاقتصادي.. قلصنا بعض السفارات وبعض البعثات وعندما تتحسن الأوضاع الاقتصادية سنعيد فتح سفاراتنا ونطور بعثاتنا..

 الوسط. كان من المفترض أن يتم استبدال سفراء بسفراء آخرين؟

الرئيس: هذا يجري في إطار التنقلات والتغيرات في أجهزة الدولة المختلفة على الصعيد الداخلي والخارجي وهو أمر طبيعي، فبعض السفارات تستوجب تغيير السفراء وبعضها الآخر يستدعي بقاء السفراء فيها والمعيار لذلك هو المصلحة الوطنية العليا.

 الوسط.. هل تعتقد فخامة الرئيس إن العلاقات اليمنية العمانية هي بوابة اليمن لتسوية العلاقات مع بقية دول الخليج؟

الرئيس: نحن نعتبر العلاقات اليمنية- العمانية متميزة ونموذجية في العلاقات العربية العربية وهي لم تصب بأي تصدع خلال أزمة الخليج وكذلك بعد الأزمة، لقد ظل الحوار مستمرا وتم خلال ذلك تسوية قضية الحدود في إطار مبدأ لا غالب ولا مغلوب وبقناعة الطرفين، ونعتبر هذه العلاقات نموذجا يحتذي به في الوطن العربي في مجال تسوية قضايا الحدود بين الأقطار العربية، لقد أنهينا هذه المشكلة بقناعة ورضى تام من قبل شعبينا الشقيقين الجارين.

الوسط.. هل يمكن أن تقيم اليمن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا انسحبت من الأراضي العربية المحتلة؟

الرئيس: نحن لن نكون خارج الإجماع العربي ولن نقيم علاقات إلا في إطار ما تقره الجامعة العربية والإجماع العربي وبعد استعادة الحقوق المشروعة للأمة العربية بدون استثناء، أي الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وبعدها ممكن أن يبحث هذا الأمر على مستوى المجموعة العربية وتقرير ذلك في ضوء الإجماع العربي ما يجب اعتماده بهذا الشأن.

 الوسط: يزوركم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في 18 ـ19 أكتوبر كما علمنا وهي أول زيارة لرئيس فرنسي لليمن.. ما هو رهانكم على العلاقة مع فرنسا؟

الرئيس: هناك تعاون جيد بيننا وبين فرنسا وزيارة الرئيس ميتران ستعزز بالتأكيد العلاقات الثنائية بين البلدين والمنافع المشتركة خاصة أن هناك استثمارات فرنسية قائمة في اليمن من خلال عدد من الشركات العاملة في مجال النفط وبالتأكيد هذه الزيارة للرئيس ميتران ستعزز العلاقات الفرنسية اليمنية.

 الوسط: كيف يمكن إقناع المستثمر الفرنسي بالعمل في اليمن؟

الرئيس: هناك مجالات وفرص عديدة للاستثمار في اليمن، هناك مجال المعادن ومجال الغاز والنفط وفي المجال الصناعي والسياحي والفندقي والاستثمارات متاحة في شتى المجالات.

 الوسط: هل تعرفون ميتران شخصيا؟

الرئيس: أنا أعرف الرئيس ميتران معرفة جيدة والتقيت معه في عام 1984 م وفي عام 1990م لقد قمت بزيارة رسمية في عام 98ا م لفرنسا وقد جرى خلال هذه الزيارة بحث تطوير العلاقات وكان من نتائجها أن الرئيس ميتران شجع عددا من الشركات الفرنسية للاستثمار في اليمن وبالذات في مجال النفط، وأكرر تربطنا بفرنسا علاقات جيدة وبالرئيس ميتران.

 الوسط: فخامة الرئيس من المعروف أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعود أن يستشيركم في بعض القضايا التي لها ارتباط بالقضية الفلسطينية بسبب الوجود الفلسطيني في اليمن وبسبب العلاقات الشخصية، هل استشاركم حول اتفاق غزة- أريحا؟

الرئيس: الاتفاقيات أو المفاوضات التي تمت لم نعرف بها إلا في الأسابيع التي سبقت التوقيع على اتفاق غزة- أريحا في واشنطن ولا علم مسبقا لنا بذلك حيث أحيطت بسرية كاملة وفوجئنا بها مثلما فوجئ العالم لكن نحن مع خيار الشعب الفلسطيني لحل قضيته.

 الوسط: هل لديكم مشاكل جدية مع البنك الدولي، بعض الصحف يسارية وغير يسارية تتحدث عن شروط فرضها البنك الدولي عليكم أنتم شخصيا؟

الرئيس: تحاول بعض الصحف اليسارية وبعض الشخصيات غير المسؤولة أن تشوه وتسيء إلى سمعة اليمن على صعيد التعامل الخارجي سواء مع البنك الدولي أو غيره وكما أفهم أن البنك الدولي قدم تسهيلات لليمن وكما أعرف أن الحكومة اليمنية لم تستغل هذه التسهيلات جيدا.

 الوسط. فخامة الرئيس القارئ العربي والدولي قد لا يعرف شيئا عن حياتكم الشخصية، يعني مثلا هل تحبون ممارسة بعض أنواع الرياضة؟

الرئيس: الواحد يحبذ أن يأخذ حريته الشخصية في كل الأحوال نحن مثل أي إنسان أحيانا تتاح لي الفرصة لمزاولة بعض أنواع الرياضة مثل السباحة وتنس الطاولة والقنص والمشي باستمرار وكلما أتيحت لي الفرصة لا أتردد بممارسة بعض الهوايات الرياضية.

 الوسط: هل لديكم الوقت الكافي للاطلاع على الإنتاج الثقافي والفكري اليمني والعربي؟

الرئيس: يحدث في بعض الأوقات أثناء اللقاء ببعض الأدباء والمثقفين والشخصيات أن نطلع ما أمكن على بعض هذا الإنتاج الثقافي ولكن يبدو أننا منهمكون في الجانب

السياسي اكتر من الجانب الثقافي وان كنا نعتقد انه في بعض ألا حيان للجوانب السياسية جانب ثقافي أيضا.

 الوسط.. هل هناك إحراج فخامة الرئيس إذا طلبنا تسمية كاتبكم أو شاعر كم ا لمفضل؟

الرئيس: في اليمن ؟

 الوسط. في اليمن وفي العالم العربي؟

الرئيس: بالنسبة لي اعتبر أن من ابرز المبدعين الذين اقرأ لهم الشهيد المرحوم محمد محمود الزبيري وبالإضافة إلى الدكتور عبد العزيز المقالح والشاعر عبد الله البردوني وهما من ضمن المثقفين اليمنيين المشهورين اللذين بقدر اعتبارنا انهما يمنيان نعتبرهما عربيين ونعتز بهما واقرأ أيضا لعدد من الأدباء والمفكرين العرب كلما أتيحت الفرصة.

 الوسط. هل هناك نوع معين من الأفلام السينمائية تشاهدونها ؟

الرئيس: لا أشاهد أفلاما سينمائية لان لا وقت لذلك.

 الوسط: فخامة الرئيس بعض رؤساء الدول مثل كلينتون أو فرانسوا ميتران أو الملك حسيين ليخرجون مع زوجاتهم إلى جانب السماح لهن القيام بالنشاط العام وبالفعل هل تعتمدون هذا التقليد؟

الرئيس: والله لكل بلد خصوصياته.. أمريكا لها خصوصيات ودول أخرى لها خصوصيات وهذا أمر طبيعي ولكن نحن في اليمن لازالت عندنا تقاليد خاصة بنا ولا يعني ذلك أننا نستنكر على الآخرين ذلك هو وضع طبيعي بالنسبة لهم وبالنسبة لنا نحن لنا خصوصياتنا وهذا الأمر داخلي.

 الوسط: هل لديك الوقت الكافي مثلا لمتابعة النتائج التي يحققها أبناؤكم في المدارس ومراقبتهم على هذا الصعيد؟

الرئيس: في يوم الجمعة أو أثناء أي عطل رسمية يتاح لنا الجلوس مع الأولاد ومتابعة نتائج امتحاناتهم وما مدى التزامهم وانضباطهم المدرسي وتواجدهم في المدارس وعلاقاتهم مع زملائهم، هذا بالتأكيد يتم كلما كانت هناك فرصة في أيام العطل والإجازات.



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department