الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / خطابات رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية في محاضرته بجامعة سيئول الوطنية: جذور الوحدة اليمنية أصبحت راسخة إلى الأبد

اليوم:  29
الشهر:  أبريل
السنة:  2005

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس الجامعة.. عمداء جامعة سيول في كوريا الجنوبية.. الأساتذة الأفاضل.. الطلاب والطالبات في جامعة سيول في جمهورية كوريا الجنوبية.. السلام عليكم ورحمة الله..
يسعدني أن أتحدث معكم حول مسيرة الوحدة اليمنية التي تحققت في عام 1990م في الثاني والعشرين من مايو بطرق سلمية وديمقراطية، نضع هذه التجربة أمام أصدقائنا الكوريين بناء على طلبهم، والصعوبات الجمة التي
واجهت مسيرة الوحدة.

 بدأت المحطة الأولى للوحدة اليمنية بعد جلاء الاستعمار في عام 1967م من جنوب الوطن وبدأت المفاوضات بين قيادتي شطري الوطن بعد جلاء الاستعمار ورحيله في الثلاثين من نوفمبر وكان هناك مخاض طويل وصعوبات جمة في ذلك الوقت، كانت هناك صعوبات في شمال الوطن، حيث كان يواجه تحديات كبيرة وهجمة شرسة من مخلفات النظام الرجعي الإمامي على النظام الجمهوري ولكن تصدى له الجمهوريون في حصار السبعين يوماً ودحرنا كل هذه المؤامرات وصمدت الجمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت..

وفي نفس الوقت تجري الجمهورية العربية محادثات مع أشقائها في جنوب الوطن من أجل مواجهة تلك التحديات لأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وثورة الرابع عشر من أكتوبر ليست ثورة تخص الشمال أو الجنوب لكن كل مناضلي الثورة اليمنية من شمال الوطن ومن جنوبه وكلهم أسهموا في تفجير ثورة 26 سبتمبر وأسهموا في تفجير ثورة الرابع عشر من أكتوبر.فنعتبرها ثورة يمنية واحدة سبتمبر وأكتوبر، وهناك قوافل من الشهداء والجرحى من أبناء الوطن اليمني الواحد في ظل وجود الاستعمار البريطاني الذي كان يوجد في جنوب الوطن، فشعبنا أصلاً موحد العقيدة وموحد التراب وموحد التراث، ولكن التجزئة هي نتيجة وجود الاستعمار البريطاني الذي جثم على جنوب الوطن أكثر من مئة وثلاثين عاماً، والنظام الملكي الرجعي المتخلف الذي كان موجوداً في شمال الوطن.ولذلك أسهم الجميع في تفجير الثورة اليمنية واحتضنت عدن كل مناضلي الثورة اليمنية أو رجال الحركة الوطنية في ذلك الوقت.
هناك محطات صعبة مرت بها الوحدة اليمنية، ولنتذكر التآمر الذي حصل على الوحدة اليمنية منذ أن بدأ الحوار بين قيادتي الشطرين وجاءت حرب عام 1972م نتيجة لمؤامرات خارجية لعدم تحقيق الوحدة اليمنية وتدخلت الجامعة العربية في ذلك الوقت وعملت على إيقاف الحرب بين شطري الوطن، وتم الاجتماع في القاهرة بين رئيسي وزراء الشطرين والتوقيع على مبادئ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. ثم تلتها اتفاقية طرابلس بين رئيسي الشطرين، وكان يسعى الشطران الى إعادة تحقيق الوحدة وكل من قيادة الشطرين بحسب تفكيره.. التفكير الأول في قيادة الشطر الشمالي من الوطن كانت تفكر أنها في ذلك الوقت هي المنتصرة وهي القادرة على فرض الوحدة بطريقتها وإيديولوجيتها وتفكيرها على إخوانهم في الشطر الجنوبي من الوطن.. هذا نتيجة لدفع خارجي باتهام قيادة الشطر الجنوبي من الوطن بأنها دولة (ماركسية-لينينية) يجب إزالة هذا النظام.. لا من أجل تحقيق الوحدة اليمنية ولكن فرضها بالقوة على الشطر الجنوبي وبحجة أنهم ماركسيين.فتشكلت لجان الوحدة في طرابلس في عام 1972م ضمت كل الجهات المختصة: الاقتصادية، السياسية، القانونية، القضائية.. كل اللجان المختصة بإعادة هيكلة وتحقيق الوحدة اليمنية شكلت في طرابلس، واستمر هذا الحوار فترة طويلة من عام 1972م حتى عام 1979م وكان هناك وزيرين للدولتين أو الممثلين الشخصيين لرئيسي الدولتين في الشمال والجنوب..
اللذين يذهبان من صنعاء إلى عدن ومن عدن إلى صنعاء للحوار حول إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وكانت المماطلة من قبل قيادتا الشطرين في إعادة تحقيق الوحدة.. لأن كل واحد يريد أن يفرض الوحدة بطريقة معينة كان يُتهم الشطر الشمالي بأنه دولة رأسمالية، ويُتهم الجنوب بأنه دولة ماركسية علمانية، رغم أنه جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني (عبارة عن أفكار كانت لدى بعض القيادات وبعض الشباب وفرضت على الشعب).وأكبر دليل على ذلك أنه كانت تنشأ صراعات في الشطر الجنوبي ولم تحكمها الماركسية أو اللينينية كانت تحكمها القبلية وهذا لصحة ما أقوله ما حصل في أحداث الثالث عشر من يناير عام 1986م.أعيد بالذاكرة إلى ما قبل أحداث الثالث عشر من يناير عام 1986م حصلت أحداث في الشطر الشمالي وأحداث في الشطر الجنوبي منها مقتل الرئيس الحمدي، ومقتل الرئيس الغشمي وكانت أصابع الاتهام الجنوب يتهمون القيادات التي كانت في قيادة الشمال بما حدث للحمدي، وكانوا يعتبروا أن ما حدث للرئيس الحمدي تآمر على الوحدة التي كان من الممكن أن تتحقق بطريقة الاتفاق مع قيادة الشطر الجنوبي في ذلك الوقت..ففي نفس الوقت قتل الحمدي وجاءت مؤامرة من قيادة الشطر الجنوبي على قتل الغشمي كما قتل في الجنوب الرئيس سالم ربيع علي، وكانت الأحداث في أي شطر تنعكس على الشطر الآخر، بعد ذلك جئنا إلى مركز القرار وأنا واحد من ضمن القيادات بما يسمى بالشطر الشمالي وكنت أحد أعضاء هيئة مجلس الرئاسة المؤقت والذي أستمر أكثر من عشرين يوماً ثم انتخبت رئيساً للجمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت وكان هناك تراشق إعلامي بين قيادتي الشطرين في الشمال والجنوب وتوجيه كل الاتهامات وكل طرف يحمل الطرف الآخر المسؤولية وإعاقة إعادة تحقيق الوحدة بسبب هذا التراشق الإعلامي أدى إلى اندلاع حرب في عام 1979م وكان هناك تفوق عسكري من قبل الشطر الجنوبي الذي كان يعتبر ضمن حلف وارسو وكان مدعوماً من وارسو، وكان لديه تسليح باهر مما أدى إلى احتلال بعض القرى أو بعض المدن في شمال الوطن..
كان الوضع في شمال الوطن بسبب قتل رئيسين خلال تسعة أشهر والوضع العسكري غير سليم.. والاستقرار غير موجود، وحالة الأوضاع النفسية والسياسية في الشمال غير مستقرة.. فكان الوضع في الجنوب أفضل.. واعتقدت قيادة الشطر الجنوبي عن طريق أجهزتها الأمنية والاستخبارية أنها تستطيع أن تحقق الوحدة بطريقتها وتفرض الوحدة بالقوة وتحكم بالطريقة التي هي تتبناها في جنوب الوطن، حصل تدخل من الجامعة العربية، وعدد من الدول العربية وعملوا على رأب الصدع وإيقاف هذه الحرب وانسحاب إخواننا من جنوب الوطن من المدن التي كانوا فيها وبدأنا الحوار لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتحركت قيادات الشطرين وأنا على رأس قيادة الشطر الشمالي والأخ عبد الفتاح إسماعيل على رأس قيادة الشطر الجنوبي فذهبنا إلى الكويت، فكانت قيادة الشطر الجنوبي في ذلك الوقت تعتبر أنها هي المنتصرة، وهي التي تستطيع أن تفرض شروطها.. شروط المنتصر من أجل أن تحقق الوحدة بطريقة القائد المنتصر في ذلك الحين.فذهبنا إلى الكويت وكانوا يحددوا بأسابيع أو أيام معدودة لإعادة تحقيق الوحدة.. الوحدة الفورية.. الوحدة الفورية فكان البحث بيني وبين قيادة الشطر الجنوبي أن هذه الشروط غير عملية ولن تكون ذات جدوى ولن تتحقق، وكان الاتفاق المبدئي على هذه الاتفاقية أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها التي توقفت بعد حرب 1979م خلال فترة لا تزيد عن أربعة أشهر لتحقيق الوحدة.
كان الشمال يعد نفسه لاستعادة أنفاسه وترتيب أوضاعه من أجل إعادة تحقيق الوحدة ليس بطريقة شروط الجانب المنتصر.. وواصلت لجان الوحدة أعمالها وكل المماطلات التي كانت تحصل من هنا أو من هناك..عملنا بشكل جاد علي تمرير كل الشروط التي يفرضها كل طرف على الآخر ونتقبل الشروط المقبولة والشروط غير المقبولة من أجل تحقيق الوحدة.. وهذا ما سعينا إليه وسعيت أنا إليه شخصياً لأجل أن نفوت الفرصة - لأنها شروط تعجيزية من أجل عدم تحقيق الوحدة - فوافقت عل كل هذه الشروط من أجل أن نحقق الوحدة، فأصبحنا أمام أمر واقع، وكانت هناك عدة قمم تنعقد بين قيادات الشطرين الجنوبي والشمالي في كل من عدن وصنعاء وتعز لأكثر من مرة وأيضاً في فاس في المغرب، وأكثر من لقاء، وكنا نستغل أيضاً المؤتمرات والقمم العربية والإسلامية، أو عدم الانحياز ونلتقي ونتحدث في مثل هذا الأمر، ومنها لقاءنا في عام 1983م في دلهي في مؤتمر عدم الانحياز.. كان معروف أن هذا الحوار حوار (طرشان).. ضياعاً للوقت، القناعة لدى الشعب اليمني في الشمال والجنوب كاملاً.. يريد الوحدة لكن كيف؟ كل قيادات الشطر الشمالي والشطر الجنوبي تريد أن تحققها بالطريقة التي تريدها، من أهم عوامل إعادة تحقيق الوحدة هو تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية، وقتل (شاوسيسكو) في رومانيا مع زوجته.
هذه من المحطات المهمة التي تحدثت فيها مع أمين عام الحزب في ذلك الوقت وقلت له لابد من تحقيق الوحدة.. وقدمنا التنازلات راضين ومسترضين من أجل أن نُحقق الوحدة اليمنية، وليس في ذلك غبن علي لأنه في نهاية  المطاف هذا شعب واحد، ولم نشعر ولا شعرنا بضيق أو بألم أبداً.. كانت هناك معارضة لهم مصالح، كانوا يعتبروا هذا تنازل، وأنا شخصياً، والقيادات العاقلة والقيادات المسؤولة تقول يجب إذابة الكيانيين السياسيين في كيان واحد وهذا ليس بعجز أو بضعف ولكنها من أجل مصلحة الوطن ومصلحة الأمة العربية، ومصلحة المنطقة فلنقدم هذه التنازلات وتعاد اللحمة اليمنية.. فلذلك لمَّا أقول أن بعض القيادات، في قيادة الحزب الاشتراكي هربت إلى الأمام، وافقت معنا على الوحدة بعد أن رأت انهيار الاتحاد السوفيتي ، ثم في 9 و10 ديسمبر عام 1992م بدأت تحيك المؤامرة لإعادة عقارب التاريخ إلى الوراء وإعادة التشطير مرة أخرى، ولكن شعبنا كان عظيماً في شماله وجنوبه والجماهير الغفيرة استطاعت أن تدمر هذه المؤامرة وأن تتغلب على صوت التشطير وتقول لا للتشطير نعم للوحدة اليمنية ، لا للتشطير نعم للوحدة اليمنية وهذا ما حدث ودحر الانفصال، وكان هناك ضحايا قتلوا في حرب صيف 1994م الذي استمر أكثر من سبعة وسبعين يوماً، وانتصرت الوحدة وتثبت النظام الجمهوري، الجمهورية اليمنية، وأصبحت جذورها راسخة وإلى الأبد إلى الأبد إن شاء الله.
لقد جرى استفتاء على دستور الجمهورية اليمنية وجرى إيداع كل وثائق الوحدة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية(استفتاء على دستور دولة الوحدة ) واستفتاء مرة أخرى على التعديلات الدستورية لم يكن مفروضاً من قيادة أو من شخص أو من حزب كان قوى أو ضعيف، وكان الحزب هو اليمن، فوق كل الأحزاب رغم أني رئيس حزب وهناك الحزب الذي حقق معي الوحدة، وهو الحزب الاشتراكي اليمني، ولكن حزب الأحزاب وحزب كل الأحزاب هو حزب اليمن: الشعب اليمني بشماله وجنوبه، يفوق كل الأحزاب، أنا اختصر للأصدقاء الكوريين هذه المحاضرة ، فكل محطة لها كتيباتها، ولكن سنضع هذه الكتيبات وسنضع تجربتنا اليمنية أمام أصدقاءنا في كوريا الجنوبية وسنرسلها إلى كوريا الشمالية ونتطلع أن نرى هذا البلد الجميل، وهذا البلد الصناعي الكبير، وهذا البلد الذي تحول من بلد زراعي إلى بلد صناعي كبير، أن يسعى من أجل إعادة تحقيق الوحدة الكورية، نتمنى أن يسود الحوار بين قيادتي الكوريتين بشفافية مطلقة، وبحرية وكل واحد يقدم التنازل للآخر إذا لم تقدم أي تنازلات من هنا أو هناك لا يمكن أن تتحقق الوحدة، ولا يمكن أن يرضى لكم جيرانكم أو الآخرين.. في العالم .. أن يسمحوا لكم بإعادة تحقيق الوحدة.
وأنا أقول بحمد الله تحققت الوحدة اليمنية بفضل انهيار وتفكك ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، الذي ما كنا نريد أن يتفكك لأنه غيّر في الموازين الدولية كنا نريد أن يظل كتلة كبيرة لكن هذا هو قدرنا، ونحن في اليمن استفدنا من ذلك، من المميزات للوحدة اليمنية، أن الشعب اليمني شماله وجنوبه كان يفرض على قيادتي الشطرين أن تحقق الوحدة ، فكان هناك تلكؤ وهذا التلكؤ من قيادة الشطرين أثر في عدم تحقيق الوحدة، إرادة الجماهير كانت فوق إرادة الحكام في شطري اليمن ولذلك الوحدة اليمنية مصانة لا بقوة الحديد والنار، أو الدبابة أو المدفع أو الطائرة أو الأغلبية الحزبية لكن بفضل إرادة وإصرار الشعب اليمني شبابه وشبانه وشاباته، شيوخه وكهوله من أبناء الشعب اليمني هم الذين يفرضون حماية الوحدة وهم الذين يحمونها الآن وليست الآليات ولا المدفعية، ولا الأسلحة الكيماوية ولا أسلحة الدمار الشامل، ولكن يفرضها بإرادته ومبادئه العظيمة..أشكر السيد رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والمدرسين والطلاب والطالبات بهذه الجامعة الصديقة على الاستماع إلى تجربة اليمن حول إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ونحن على استعداد لأن نضع تجربتنا أمام أصدقائنا في كوريا الجنوبية، وكذا في كوريا الشمالية، ولدينا خبراء في هذا المجال، مستعدون أن يجولوا بين الكوريتين ويقدموا تجربة اليمن من خلال وثائقها الموجودة أمامكم وهذا ملخص باللغة الكورية، وهذا باللغة العربية، وكل هذه الوثائق سنضعها أمام أصدقائنا الطلاب والطالبات في الكوريتين.أشكركم على حسن الاستماع ومستعد للرد على أي استفسار لأي صديق من كوريا الجنوبية.



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department