رئيس الجمهورية في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر العام الخامس للمؤتمر الشعبي العام

 والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين

الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر العام الخامس.. أصحاب الفضيلة العلماء، الأخوة الحضور من قادة القوات المسلحة والأمن: الأخوة قادة التنظيمات والأحزاب السياسية. السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية.

الحاضرون جميعاً: يسعدني أن أرحب بكم بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الخامس للمؤتمر الشعبي العام والذي ينعقد تحت شعار: "المؤتمر العام الخامس انطلاقة جديدة لتطوير البناء التنظيمي وتعزيز الديمقراطية وبناء اليمن الجديد".

وفي ظل متغيرات وتطورات سياسية هامة سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو العربي.. أو على الصعيد التنظيمي وإعادة بناء المؤتمر الشعبي العام وتطوير هيكليته وتعزيز دوره في خدمة قضايا الشعب والوطن ترجمة لمضامين الميثاق الوطني وتواصلاً مع تلك المسيرة الحافلة بالعطاء والإنجاز واستمراراً للنضال الدؤوب الذي خاضه المؤتمر الشعبي العام من أجل الانتصار للإرادة الوطنية في الوحدة والديمقراطية والتنمية والنهوض الحضاري الشامل، كما يأتي انعقاد المؤتمر العام الخامس تتويجاً للجهود المتواصلة التي بذلت من قبل اللجنة التحضيرية التي عملت من أجل الإعداد والتحضير لانعقاده وتهيئة السبل لنجاحه، ونحن نثق بإذن الله بأن المؤتمر العام الخامس سيمثل نقلة نوعية متميزة وانطلاقه جديدة في مسيرة بناء المؤتمر وتفعيل دوره بما يتواكب مع كل المتغيرات الوطنية وواقع العمل السياسي في ظل الديمقراطية والتعددية السياسية.. والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة.

الأخوة الأعزاء أعضاء المؤتمر:

إننا على ثقة أنكم ستقفون بمسؤولية أمام كل الوثائق والأدبيات المقدمة من اللجنة الدائمة في دورتها الثامنة عشرة ومنها مشروع إجراء بعض التعديلات الضرورية في الميثاق الوطني التي تواكب كل المتغيرات السياسية في الساحة الوطنية.. ومشروع برنامج العمل السياسي.. ومشروع النظام الداخلي وغيرها من الوثائق التنظيمية. ولاشك أنكم ستسهمون في إثرائها وإغنائها بما من شأنه الخروج بنتائج إيجابية تلبي تطلعات أعضاء وقواعد وأنصار المؤتمر الشعبي العام وتكفل تطوير بنائه التنظيمي وإعادة تشكيل تكويناته القيادية والقاعدية.. تجسيداً للشعار الذي ينعقد في ظله المؤتمر العام الخامس لتحقيق انطلاقة جديدة للمؤتمر الشعبي العام على طريق تعزيز الديمقراطية والإسهام الفاعل في بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الحرية والعدالة والتقدم الاجتماعي واحترام النظام والقانون وحماية حقوق الإنسان. والدفع بتلك المسيرة الخيرة التي قادها المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في  24 من أغسطس 982 ا م كتنظيم شعبي جماهيري ديمقراطي انبثق من صفوف جماهير الشعب التي استلهم إرادتها وتطلعاتها المرسومة في الميثاق الوطني وجسد الديمقراطية .

وما من شك فإن الآمال والتطلعات لدى أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره وحلفائه نحو مؤتمرنا هذا كبيرة لما سيخرج به من نتائج إيجابية تحقق انطلاقة قوية نحو مستقبل أفضل ينسجم مع تلك المكانة الرفيعة التي يحتلها المؤتمر لدى جماهير الشعب وفي واقع العمل السياسي والتي جسدتها نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في يوم أل 27 من أبريل عام 993 ا م.

الأخوة والأخوات: لقد شهد الوطن اليمني الكثير من التطورات والتحولات الهامة منذ انتصار وحدته يوم السابع من يوليو( 1994)م ضد الانفصاليين بفضل من الله سبحانه وتعالى وتضحيات أبناء شعبنا اليمني وأبطال قواته المسلحة والأمن البواسل الذين سجلوا أروع الملاحم الوطنية في معركة الدفاع عن الوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية.. وتتواصل الخطى من أجل ترسيخ الاستقرار والأمن وتحقيق التنمية وهو ما يتطلب من كل أبناء الوطن المزيد من الاصطفاف الوطني الواسع وتكثيف الجهود وحشد كل الطاقات لإنجاز مهام البناء والإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وصولاً إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.. ورفع المعاناة عنهم بإذن الله تماماً مثلما تكاتفت الجهود في معركة الانتصار للثورة والوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية.. وإننا ندعو الجميع وفي المقدمة أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره وحلفاؤه إلى مضاعفة الجهود والعمل المنتج والمثمر لبناء المجتمع اليمني الحديث والمتطور وتجاوز كل العثرات والسلبيات التي سادت خلال الفترة الماضية.. وأن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الذاتية والأنانية..

الأخوة أعضاء المؤتمر العام الخامس: إن ما يبعث على الارتياح أن يتزامن انعقاد المؤتمر العام الخامس مع ما شهدته علاقات بلادنا مع أشقائها وجيرانها في منطقة الجزيرة والخليج وعلى وجه خاص مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية من تطور إيجابي تلبي التطلعات والمصالح المشتركة وتخدم الاستقرار والازدهار والسلام في الجزيرة والخليج والمنطقة عموماً.

وإننا عازمون بإذن الله على الدفع بتلك العلاقات الأخوية بين بلادنا وأشقائها. نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل والعمل على إغلاق صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة في مسيرة العلاقات العربية- العربية واستعادة التضامن العربي وبما يكفل للأمة العربية مواجهة التحديات الراهنة المفروضة عليها وفي طليعتها تحديات التنمية.

مؤكداً الموقف المبدئي للجمهورية اليمنية في الوقوف إلي جانب أشقائها ومناصرة القضايا العربية ودعم جهود السلام في المنطقة على أساس العدل والإنصاف واستعادة الحقوق العربية المشروعة في فلسطين وسوريا وجنوب لبنان. مرة أخرى نتمنى لمؤتمرنا العام الخامس النجاح والتوفيق.

وفي الختام نطلب الوقوف دقيقة واحدة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن والثورة والوحدة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.