الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / خطابات رئيس الجمهورية

رئيس مجلس الرئاسة في كلمة بمناسبة شهر رمضان المبارك

اليوم:  22
الشهر:  فبراير
السنة:  1993

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

أيها الأخوة المواطنون:

إنها لمناسبة دينية عزيزة وغالية على قلوب كل المؤمنين الذين يتمسكون بحقائق الإيمان ويمتثلون لتعاليم الإسلام ويقيمون أركان الدين ويحيون الشعائر السامية ويسعدون للامتثال لها التزاماً ورحمةً وصدقاً وإخلاصاً واحتساباً.. وبمناسبة حلول الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الذي نستقبله بكل السعادة والرضا والأمل.. ننتهز هذه الفرصة لنتقدم إلى كل أبناء شعبنا وإلى إخواننا في الإيمان في كل بقاع المعمورة بالتهاني القلبية الخالصة بحلول أكرم الشهور وأسخاها وأزكاها حيث اصطفاه الله من كل شهور العام ليكون موعداً لإقامة فريضة هامة من فرائض ديننا الإسلامي الحنيف وللقيام بواجبات ركن أساسي من أركان الدين.. وإذا كان كل مسلم يعرف عن جلاء وتمثل فضائل شهر الصوم الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال- لما حضر شهر رمضان-: (( قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين.. فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حرم)).

كما قال سبحانه وتعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه )).

ذلك أن الصوم عبادة سنوية تتضاعف في الامتثال بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فضائل كل الأعمال التعبدية والدنيوية فتزدهر الحسنات وتذهب السيئات تصديقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )). فالصوم مدرسة روحانية تعمق علاقة العبد ببارئه، وتصقل الضمير الإنساني وتنمي مشاعر الرقابة الذاتية، وتعلم الإنسان كيف يكون على صلة حميمة بخالقه وبكل من حوله كتجسيد عملي وإيماني للفلسفة العميقة التي تعبر عنها كل العبادات في عقيدتنا الإسلامية السمحة بداية بتجسيد معنى الخضوع لله والعبودية له وحده لا شريك له.. وغرس وتعميق قيم الإخاء والمساواة والبذل والعطاء واستشعار روح المسؤولية من خلال الامتثال للواجبات الدينية والحياتية والوطنية والإنسانية.

كما تؤكد على عظمة قيمة العمل باعتباره المقياس الوحيد لقيمة الإنسان إذ أن العمل هو المرجع لميزان الظفر والنجاح بالنسبة لكل إنسان في الدنيا والآخرة، كما أن الصوم تطهير للنفس من أدران الجشع والطمع والنهم والإقبال على الشهوات وتوجيه للإرادة نحو استشعار معاناة الآخرين من الفقراء والمحتاجين والتحريض على البذل والعطاء والتعالي على نزعات النفس وشرور الأهواء.

أيها الأخوة المواطنون الأعزاء:

إن لشهر رمضان المبارك سمات روحية عظيمة بالنسبة لشعبنا ولطبيعة التعامل داخل مجتمعنا، مجتمع الإيمان والحرية، مجتمع الإخاء والتكافل والالتزام بالقيم المثلى، وقد تأسست بفضل الأجواء الروحانية لهذا الشهر الكريم حقيقة الشورى والممارسة الديمقراطية في رحاب أجوائه الخيرة.. مما يستوجب علينا الاستمرار في ذلك المنهاج تخليداً لسنة حميدة ترسخ وتشيع فضيلة الحوار والتفاهم وتدفع إلى تجاوز السلبيات والأخطاء والمخاوف.. وتنتقل بكل الذين يستشعرون هذه الروحانية السامية إلى رحاب التسامح والصفاء والتصافي والامتثال لقيم الحق، وهي مناسبة تمكن الجميع من استبصار الرؤية الدقيقة لحقيقة المرحلة الهامة التي يعيشها وطننا وهو يتقدم بخطوات واثقة في طريق تعزيز الشرعية الدستورية وتعميق الممارسة الديمقراطية وحماية المؤسسات الدستورية وإعادة بنائها وتشكيلها بإرادته الوطنية الحرة المستقلة وفق اختياره الذي يؤمن به ويمليه عليه ضميره الوطني الحر. وقد قطع شعبنا ولله الحمد شوطاً هاماً في خضم هذه الممارسة المسؤولة للديمقراطية لتنفيذ هذه المرحلة الأولى من العملية الانتخابية لسلطته التشريعية وهي مرحلة التسجيل والقيد للناخبين والتي تم إنجازها بنجاح لا يمكن إنكاره بالنظر إلى حجم الصعوبات والتحديات والظروف التي واجهت وطننا اليمني إذ أن الصعوبات الجمة المعنوية والدعائية المغرضة التي أحاطت الخطوة الأولى في العملية الانتخابية قد باءت بالفشل وتعززت إرادة الحرية والبناء والعمل واثبت أبناء شعبنا بوعيهم وحرصهم على التدافع الكبير رجالا ونساء إلى مراكز القيد والتسجيل في عموم محافظات الجمهورية لممارسة حقوقهم الانتخابية التي كفلها لهم الدستور أنهم أقدر على الانتصار لإرادتهم وعلى التمسك بالأمل.. وهي النتيجة التي تجعلنا على ثقة كاملة لتواصل هذا النجاح حتى اكتمال التعبير الصادق والحاسم لإرادة الشعب في يوم الاقتراع في الـ 27 من أبريل القادم يوم انتخاب السلطة التشريعية بإذن الله الحقيقة التي تؤكد إيماننا الذي لا يتزعزع بخيار الديمقراطية وبأنها الميدان الخصب والمثمر لتفجير طاقات الشعب وإبداعاته في صياغة الصورة التي يترسمها لحكم نفسه بنفسه ولمسيرة التطور لحياته الحضارية.. أنها ميدان للتنافس الشريف والتجسيد الصادق لمعنى الولاء العميق لله والوطن والثورة ولترجمة الإيمان بحقيقة الحرية والديمقراطية التي هي نقيض الفوضى والجاهلية، إنها الطموح والتوجه نحو الحياة العصرية وهي نقيض حياة الاستبداد والعبودية، لأنها تتجاوز كل أشكال الإلغاء للآخر وهي ترفض المصالح الأنانية والاستهانة بحقوق الإنسان وبمقدراته.

ولذلك فإن شعبنا الأبي الصامد الصابر قادر بالديمقراطية أن يدفع بسفينة الوحدة إلى الرحاب الواسعة للآفاق الحضارية ولإنجاز أماني التقدم والازدهار والرقي في شتى المجالات تمسكاً بإرادة تعزيز انتصار الوحدة وتعميق الممارسة المسؤولة لمبدأ الحرية والالتزام الدقيق بخيار الديمقراطية وبحيث تكون النتائج التي سوف تسفر عنها صناديق الاقتراع التعبير الصادق والنزيه عن حقيقة الآمال المتوقدة في ضمير الشعب اليمني في اختيار ممثليه في السلطة التشريعية بإرادة حرة وفي حماية الشرعية الدستورية وفي مواصلة بناء صروح الدولة اليمنية الحديثة انتصاراً لمنهج التمسك بالحكمة والعقلانية وروح التسامح وروح التكافل والتعاضد بين كل القوى الوطنية الخيرة داخل المجتمع اليمني وأن شعبنا يتطلع بكل الثقة والأمل إلى الانتخابات النيابية القادمة طريقا يقود للصلاح والتغيير نحو الأفضل في شتى مجالات الحياة وتجاوز احباطات الماضي وتعثراته وصولاً إلى ما يترجم أمانيه وتطلعاته في إنجاز المشروع الحضاري لنهضة اليمن الجديد، ذلك أن شعباً عظيماً كشعبنا تمترس في خنادق البطولة والتضحية ومهر بالدم الغالي والشهداء الأبرار حريته وحمى جمهوريته وحقق وحدته هو شعب قادر على اختيار الأكفاء المخلصين الصادقين الذين سيمثلونه في السلطة التشريعية؛ لأنه شعب تحرر من أغلال الزيف والتضليل وأمراض العنصرية والطائفية وغيرها..

أيها الأخوة المؤمنون

إن مسيرة الحياة دائمة ومستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا يمكن أن تقف أمام ديمومة هذه المسيرة غير الإرادة الإلهية ولذلك فنحن من عمق الإيمان نعبر عن ثقتنا بحاضر الوطن اليمني ومستقبله ونتفاءل باقتدار شعبنا على أن ينتصر على كل المعوقات وأن يتقدم نحو المستقبل دون أن نغفل عن فداحة المخاطر التي تحدق بهذه المسيرة أو الصعوبات والتحديات التي تواجهها.. وأن واقعية هذا التفاؤل تتجسد في أنه ينبع من عمق الإدراك لمعنى التحديات التي تحيط بمسيرة الوحدة والحرية والديمقراطية.. والرهان على اقتدار الشعب ووعيه نابع أساساً من سلامة وعي الجماهير اليمنية العريضة لمعنى الحرية ومعنى العبودية وإدراكا للفرق الهائل والجوهري بين الديمقراطية والفوضى واللامسؤولية، ذلك الفرق الفاصل بين الخير والشر وبين الحق والزيف.

وأن شعبنا اليمني المتسلح بالإيمان والمنعم عليه بالحكمة والمتمتع بفضيلة التسامح لقادر بصبره واعتزازه بذاته وبكفاحه وجهاده أن يتغلب على كل الصعوبات وأن يتجاوز كل أشكال المعاناة وأن يثبت اقتداره في التغلب على كل الملمات والتأمرات انتصاراً لإرادته الوطنية والحضارية، إرادة الحرية والديمقراطية والتنمية وأن يحقق كل الأماني الوطنية المعلنة والنابعة من ضميره الحي ضمير كل الوطنيين بداية من مواصلة خوض معركة الممارسة الديمقراطية بروح حضارية عالية وتتويجا وحماية لمؤسسات الشرعية الدستورية واستمراراً في درب التغيير والنمو.

أيها الأخوة المواطنون الأعزاء

أكرر التهنئة القلبية الخالصة لكم وأتوجه بها من خلالكم إلى كل الأخوة الجنود والصف والضباط من أبناء القوات المسلحة والأمن، الحماة الأشاوس لكل مكاسب الثورة والوحدة والذين يضربون أروع الأمثال في كل المواقع في السهول والوديان والجبال وفي الصحراء وفي كل شبر من أرض الوطن لمعنى الالتزام بالقيم الدينية والوطنية ولمعنى العطاء بكل التفاني والسخاء والجود بأغلى ما يجود به الإنسان وهي الروح من أجل استقرار الشعب وأمنه وحماية السيادة الوطنية وكفالة تقدم الوطن شعباً وجمهورية ونظاماً واختياراً سائلين المولى عز وجل أن يتغمد أرواح كل شهداء الثورة اليمنية بواسع رحمته وأن يجعلنا جميعا ممن يصومون رمضان إيماناً واحتساباً ويعرفون حدوده ويتحفظون مما ينبغي أن يتحفظ منه ليكون كفارة لما قبله أنه سبحانه وتعالى سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department