الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / الاخبار المحلية

نص كلمة قائد الثورة حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية

اليوم:  16
الشهر:  أكتوبر
نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية .. الخميس 24 ربيع الآخر 1447هـ / 16 أكتوبر 2025م.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَـــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَــــوَات:

السَّــــــــلامُ عَلَيْكُـــمْ وَرَحْمَــــــةُ اللَّهِ وَبَــرَكَاتُــهُ؛؛؛

اليوم هو الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد المجاهد القائد الكبير/ يحيى السنوار "رَحِمَهُ الله"،وفي هذه الذكرى نستلهم من هذا القائد الكبير، والشهيد العظيم، دروساً عظيمة، خلَّدها للأجيال، في صبره، وتضحياته، وعطائه، وهو عنوانٌ للصمود الفلسطيني، وللثبات العظيم، وللعطاء الكبير، وللتَّضحية في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ما كان عليه في صبره، في اهتمامه الكبير، في جهاده، في مستوى اهتمامه، ما كان عليه فيما قدَّمه وجسَّده في ميدان الجهاد، من قيمٍ راقيةٍ وعظيمة، من: صبرٍ، وصدقٍ، ووفاءٍ، وثباتٍ، ووعيٍ عالٍ، يُشكِّل مدرسةً ملهمةً للأجيال، وما قدَّمه وأسهم به في خدمة القضية العادلة (القضية الفلسطينية) في الجهاد في سبيل الله تعالى بوعيٍ كبير، هو عطاءٌ عظيم، وعطاءٌ مثمر، كانت له ثمرته الكبيرة، الَّتي تجلَّت في أرض الواقع، في ملحمة (طوفان الأقصى)، الَّتي هي ملحمةٌ تاريخيةٌ، شكَّلت نقلةً كبيرةً ومهمةً جدًّا في جهاد الشعب الفلسطيني وجهاد الأُمَّة، في مواجهة العدو الإسرائيلي.

نستذكر أيضاً كل القادة العظماء، والشهداء الأبطال من المجاهدين في فلسطين، هذا العطاء العظيم على مستوى القادة، وعلى مستوى المجاهدين في كل مواقع المسؤولية.

كذلك فيما يتعلَّق بجبهات الإسناد، الَّتي قدَّمت أيضاً العطاء الكبير:

- بدءاً بجبهة الإسناد في لبنان، جبهة حزب الله، وما قدَّمه من تضحياتٍ كبرى، على رأسها شهيد الإسلام والإنسانية، الشهيد العظيم السَّيِّد/ حسن نصر الله "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ"، وبقية الشهداء من حزب الله، من قادة، ومن مجاهدين في كل مواقع المسؤولية، وبمختلف مهامهم الجهادية.

- ما قدمته الجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهتها للعدو الإسرائيلي، ولعدوانه، وإجرامه، وهي استُهدِفَت في إطار دورها المهم والكبير والعظيم، في دعم القضية الفلسطينية ومناصرتها، وما تقدِّمه لها وبثبات، لا تتزعزع عنه مهما كانت الضغوط بأنواعها المختلفة: من ضغوط عسكرية، وسياسية، واقتصادية... وغير ذلك، منذ أن قدَّمت الشهيد الكبير الحاج/ قاسم سليماني، وما بعد ذلك، في إطار هذه الجولة المهمة منذ عملية (طوفان الأقصى)، من القادة العسكريين، ومن مختلف المجاهدين الذين استشهدوا في سبيل الله تعالى.

- العطاء الكبير من مختلف الجبهات، الَّتي أسهمت، وقدَّمت الشهداء في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في إطار الموقف الصادق، في الإسناد للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعِزَّاء، في إطار الموقف الثابت الحق، في مواجهة عدو الله، وعدو الإنسانية، وعدو الشعب الفلسطيني، عدو الأُمَّة الإسلامية بكلها، العدو الإسرائيلي، الذي يشكِّل خطراً كبيراً على الأُمَّة الإسلامية، وعلى المجتمعات البشرية بشكلٍ عام.

- في عطاء شعبنا العزيز، وما قدَّمه من شهداء في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، منذ بداية تحرُّكه في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، في إطار موقفٍ عظيمٍ تاريخي، تحرَّك فيه تحرُّكاً شاملاً، فتميَّزت جبهة الإسناد اليمنية:

بمستوى الموقف، عندما تحرَّكت في أعلى مستوى من العطاء.

وبالمبادرة، المبادرة منذ بداية الأحداث.

وكذلك بتقديم الشهداء بشكلٍ مستمر،في طول هذه المرحلة وهي مستمرَّةٌ في الإسناد.

واليوم أعلنت القوَّات المسلَّحة نبأ استشهاد أخينا، ورفيق دربنا، المجاهد العزيز، والقائد الكبير، رئيس هيئة الأركان، المجاهد العظيم/ محمد عبد الكريم الغماري "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ"، متوِّجاً لجهاده العظيم، وإسهاماته الكبيرة في نصرة الشعب الفلسطيني، في إطار الإسناد اليمني في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، ومتوِّجاً للعطاء الكبير للقوَّات المسلَّحة، فيما قدَّمته من شهداء في كل هذه المرحلة، منذ بدايتها وإلى اليوم، وكذلك متوِّجاً لعطاء شعبه، لعطاء هذا البلد الذي قدَّم الكثير من الشهداء، من القادة، ومن مختلف الكوادر، من المجاهدين، عطاءً في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، قرباناً إلى الله جلَّ شأنه، في إطار هذا الموقف الحق، هذا الموقف الصادق، الذي تحرَّك فيه شعبنا وبلدنا رسمياً وشعبياً، في إطار التَّضحية، والثبات، والقناعة التَّامَّة، والاستعداد التام، بقدر ما تكون التضحيات، ومهما كانت التضحيات، وبموقفٍ فاعلٍ، عظيمٍ، مؤثِّرٍ، يمثِّل نموذجاً على المستوى العالمي، وعلى مستوى الأُمَّة الإسلامية، عندما تحرَّك شعبنا لا يخشى إلَّا الله، ويتجاوز ما وضعه أعداء الأُمَّة الإسلامية، ما وضعه الأمريكي، رأس الاستكبار والطاغوت، من سقفٍ أراد به أن يكبِّل به أُمَّتنا عن أيِّ تحرُّكٍ لمناصرة الشعب الفلسطيني؛ سعياً منه للاستفراد بالشعب الفلسطيني، وحسم المعركة معه، دون أيِّ تدخُّلٍ من هذه الأُمَّة.

في هـــذا المقــــام، أتوجَّه بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الشهيد، وكلِّ أقاربه، وإلى القوَّات المسلَّحة، إلى كلِّ رفاق الدرب من الإخوة المجاهدين، إلى كلِّ مؤسسات الدولة، وإلى شعبنا اليمني العزيز، وإلى أُمَّتنا الإسلامية.

هذا الشهيد العظيم توَّج كل عطاءاته الكبرى، وهو الذي لم يألُ جهداً في فعل كل ما يستطيع لنصرة الشعب الفلسطيني، للإسناد بفاعليةٍ عالية، وقد كان لهذا الإسهام نتائجه الكبرى، وآثاره العظيمة، ومنذ استشهاده والعمل مستمرٌ على قدمٍ وساق، من خلال رفاقه في المسؤولية والجهاد، الذين يواصلون المشوار بكل ما يمتلكونه من إيمانٍ، ووعيٍ، وخبرةٍ، ومعرفةٍ، وتجارب كثيرة، ولديهم الكفاءة العالية في مواصلة المشوار بكل فاعليةٍ، وبأداءٍ عظيم، وبسدٍ للفراغ.

أسأل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أن يتقبَّل مِنَّا ومن شعبنا هذا العطاء الكبير بالشهداء العظماء، الذين كان أيضاً في طليعتهم ثلةٌ من مسؤولي هذا الشعب: رئيس الوزراء "رَحْمَةُ اللهِ تَغْشَاه"، ورفاقه "رَحْمَةُ اللهِ تَغْشَاهُم"، الذين استشهدوا من الحكومة، وغيرهم من الشهداء، سواءً من مختلف تشكيلات الجيش: من البحرية، أو من الصاروخية، من المسيَّرة... من مختلف التشكيلات العسكرية، ومن أبناء شعبنا العزيز، من المواطنين، من التعبئة العامة... من مختلف فئات هذا الشعب، في هذا العطاء العظيم لشعبنا العزيز.

في هذه الذكرى، نتحدث أيضاً عن مسار إعلان الاتِّفاق لوقف العدوان على غزَّة، والذي يكشف بكل وضوح، ويدل بشكلٍ قاطع، على فشل العدو الإسرائيلي، حيث أُرْغِمَ هو ورعاته الذين دعموه بشكلٍ واسعٍ ومفتوح، وعلى رأسهم الأمريكي، على التفاوض، وعلى تبادل الأسرى في إطار صفقة تبادل.

العدو الإسرائيلي بالرغم مِمَّا حظي به من دعمٍ أمريكيٍ مفتوح، ومطلق، ودعمٍ غربيٍ واسع، وتحرٌّك الصهيونية العالمية معه بكل إمكاناتها، وقدراتها، ونفوذها، في محاولة أن يُحَقِّق أهدافه الكبيرة، المعلنة منها وغير المعلنة، مع أنَّه أعلن حتَّى ما يتعلَّق بـ [إسرائيل الكبرى]، و[تغيير الشرق الأوسط]، ولا يزال يتحدَّث عن ذلك، إلَّا أنَّه أيضاً فشل في الأهداف العملياتية، الَّتي في مقدِّمتها: أن يحسم مسألة السيطرة على قطاع غزَّة، وإنهاء المقاومة، وأن يستعيد أسراه بدون صفقة تبادل.

مستوى الإجرام الذي وصل إلى درجة الإبادة الجماعية، والتدمير الشامل لقطاع غزَّة، وارتكاب أبشع وأفظع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ومستوى ما حظي به العدو الإسرائيلي من دعمٍ هائل، بالسِّلاح والعتاد الحربي، بأفتك أنواع السلاح، وبآخر ما ابتكره الغرب من إمكانات عسكرية ذات قدرات هائلة في التدمير والإبادة، واستخدمها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وبالرغم مِمَّا عاناه الشعب الفلسطيني من الحصار، ومن الخذلان، إلَّا أنَّ العدو الإسرائيلي، ومن خلفه رعاته، ومعه شريكه الأمريكي، فشل فشلاً تامّاً في أن يستعيد أسراه بدون صفقة تبادل.

لم يتمكَّن بإجرامه الهائل الفظيع جدًّا من كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ولم يتمكَّن بكل تكتيكاته وإمكاناته من الحصول على أسراه، ومن أن يستعيدهم من دون صفقة تبادل.

الفشل الكبير جدًّا الذي يدل عليه هذا الاتِّفاق، يقاس بحجم:



- ما امتلكه العدو الإسرائيلي من إمكانات.

- ما حظي به من مشاركةٍ أمريكية ودعمٍ غربي.

- وما ارتكبه من جرائم مهولة، وفظيعة، وبشعة للغاية، تستحق أن توصف بـ [جريمة القرن].

يقاس بما بذله من جهد كبير، في مقابل إمكانات محدودة للغاية، بيد إخوتنا المجاهدين الأَعِزَّاء في قطاع غزَّة؛ ولذلك فهو فشلٌ كبيرٌ جدًّا.

العدو الإسرائيلي كان بإمكانه، منذ اليوم الأول بعد عملية (طوفان الأقصى)،أن يدخل في عملية صفقة تبادل للأسرى، وأن يجنِّب المنطقة كل ما فعله فيها من إجرام، وطغيان، وما ذهب به في الوضع العام للمنطقة بكلها إلى حافة حرب كبرى، وحرب شاملة، وأحداث كبيرة، كان لها تأثيراتها على المستوى العالمي؛ ولكنه لعدوانيته، وإجرامه، وتوحشه، وأطماعه، وتقديراته الباطلة الخاطئة؛ كان يتصوَّر أنَّه سيحقِّق كل أهدافه، بالدعم الأمريكي، بالشراكة الأمريكية، بالدعم الغربي، بالبطش والجبروت، بإمكاناته، ما بحوزته من إمكانات وقدرات عسكرية، وفي مقابل ما يرى عليه الوضع في قطاع غزَّة، والذي كانت حالة الحصار مؤثِّرةً عليه على مدى ثمانية عشر عاماً.

في مســـار الاتِّفــــاق:

- هناك خروقات مستمرَّة للعدو الإسرائيلي، خروقات بالقتل لأبناء الشعب الفلسطيني.

- هناك أيضاً مضايقة كبيرة، وتقليص لمستوى ما يدخل من المساعدات الإنسانية، مع أنَّها استحقاق على كلِّ حال.

المساعدات الإنسانية هي حقٌّ للشعب الفلسطيني في أن تصل إليه، متطلباته، واحتياجاته الضرورية للحياة، من حقه أن يحصل عليها على كلِّ حال، ما هو منها بشكل مساعدات، وما هو منها بشكل بضائع، من حقه المشروع المعترف به عالمياً أن يحصل عليها على كلِّ حال، ومع ذلك دخلت في إطار الاتِّفاق، وهناك أرقام محددة كحد أدنى لما يدخل إلى قطاع غزَّة، ومع ذلك يسعى العدو لتقليص ما يدخل، ومستوى ما يدخل عن مستوى ما تمَّ الاتِّفاق عليه.

كذلك فيما يتعلَّق بتعامله مع الأسرى، الذين قد تمَّ الإفراج عنهم، من أسرى الشعب الفلسطيني: اتَّضح للعالم ما ارتكبه العدو الإسرائيلي، ما ارتكبه ضدهم من الجرائم، جرائم التعذيب بكل أنواع التعذيب، وكان واضحاً عليهم بشكلٍ كبير، وهذا أيضاً من الإجرام الكبير ضد الشعب الفلسطيني، ومن الجرائم الفظيعة الَّتي يرتكبها العدو الإسرائيلي، من سلوكياته، من تصرفاته الَّتي يرتكبها، بالرغم مِمَّا يمجِّده الأمريكي ويعظِّمه به، ويقدِّمه كنموذج للعالم، نموذج أخلاقي، بما هو عليه من سوء، من شر، من إجرام، من عدوان، من عدم التزام بأيِّ ضوابط: أخلاقية، أو إنسانية، أو قانونية... أو غير ذلك؛ عدوٌ مجرمٌ، منفلتٌ، لا يلتزم لا بأخلاق، ولا بقيم، ولا يلتزم بمواثيق، ولا قوانين... ولا أي شيء، يتصرف بكل وحشية، وبكل إجرام.

أيضاً فيما يتعلَّق بالجثامين للشهداء: كان من الواضح أنه ارتكب جرائم الإبادة بدمٍ بارد، القتل والإعدام بدمٍ بارد لهم:

- أُعِيدت جثامين البعض منهم وهم في حالة معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، والدلائل واضحة في أنه ارتكب جريمة الإعدام لهم بدمٍ بارد.

- وأيضاً في بعض الجثامين يتَّضح أنه قام بجريمة مهولة، وفظيعة، وبشعة للغاية، بدهسهم بجنازير الدبابات.

فالعدو الإسرائيلي بهذه الممارسات يكشف عن عدوانيته، وعن كيف يجب أن تكون النظرة إليه من هذه الأُمَّة.

العدو الإسرائيلي حاول أيضاً ويحاول باستمرار أن يمنع أي مظاهر للفرح بعودة الأسرى إلى ذويهم، وأهليهم، وشعبهم، الأسرى الفلسطينيين، وهذا كان واضحاً على مستوى الاشتراطات الَّتي اشترطها في الاتِّفاق، وما هو أكثر من الاشتراطات: في تعامله مع أبناء الشعب الفلسطيني، مع أقارب الأسرى، عندما قام بمداهمات لبعض منازلهم، ويحاول أن يمنعهم من أيِّ مظاهر للفرحة بخروج أسراهم، وعودتهم إليهم، كذلك منع أهالي بعض الأسرى المبعدين إلى خارج فلسطين من السفر إليهم، في عدوانية وحقد عجيب.

مِمَّا عمله العدو الإسرائيلي بالتزامن مع مسار الاتِّفاق: أنَّه حاول أن يحرِّك عملاءه الخونة المجرمين، الذين خانوا شعبهم، وخانوا قضيتهم، وخانوا أمَّتهم، وخانوا دينهم، وتحرَّكوا مع العدو الإسرائيلي، قاتلوا معه، ارتكبوا الجرائم معه ضد الشعب الفلسطيني، مارسوا الكثير من أنواع الجرائم، من جرائم القتل والقتال مع العدو الإسرائيلي لصالحه، إضافةً إلى النهب، إلى السلب، إلى العمل التَّجَسُّسِي... أشكال من الأعمال الإجرامية والخيانية، حاول أن يحرِّكهم للسيطرة على بعض المناطق في قطاع غزَّة، ثم حاول أن يحرِّكهم تحت عناوين: منها عنوان [الشرعية]، ومنها أيضاً عنوان [الحرب الأهلية]، وأراد أن يصوِّر ما هم فيه من خيانة، وإجرام، وعمالة ضد شعبهم، أنَّه مجرَّد حرب أهلية بين فئة من أبناء الشعب الفلسطيني، تواجه المقاومة والإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً، حيث نجحت الأجهزة الأمنية التابعة للداخلية في قطاع غزَّة من حسم الأمر معهم، ومن تنفيذ ما ينبغي تنفيذه ضدَّهم من إجراءات لمنع تسلطهم على الشعب الفلسطيني، وما يرتكبونه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وقد قامت الداخلية في قطاع غزَّة بعملياتها المهمة والضرورية والأمنية، ضد أولئك المجرمين، وضد تلك العصابات المنفلتة، المجرمة، الخائنة، العميلة، المناصرة للعدو الإسرائيلي، الخائنة لشعبها وأُمَّتها ودينها، في ظل التفاف شعبي واسع مع الأجهزة الأمنية، ومع الداخلية، ومع المقاومة في قطاع غزَّة.

موقف الأهالي على مستوى العشائر، والقبائل، والشعب الفلسطيني بكل فئاته، موقفٌ واضحٌ تماماً، وحاسم، وهو مع المقاومة، هو مع الأجهزة الرسمية، مع الداخلية، في موقفها الحاسم ضد تلك العصابات الإجرامية.

ومن الملاحظ ما صدر من تصريحات من القيادة الوسطى الأمريكية، المتضامنة مع تلك العصابات الإجرامية، والتي تستخدم لغة أن تُظْهِر الأسف والألم على الفلسطينيين الأبرياء كما تقول في تعبيرها! وهذا مضحكٌ مبكٍ، الأمريكي معروفٌ ما هو عليه من قسوة وجبروت، وأنَّه شريكٌ في كل جرائم العدو الإسرائيلي، الَّتي استهدفت الشعب الفلسطيني بكله في قطاع غزَّة، قتلت الآلاف من الأطفال، والآلاف من النساء، جوَّعت الشعب الفلسطيني، منعت حتَّى حليب الأطفال عن الأطفال الرُّضع، فهل هو مشفقٌ على الشعب الفلسطيني، أو يتألم لأوجاع الشعب الفلسطيني، أو يحزنه ويسوءه أن يُقْتَل أحد من أبناء الشعب الفلسطيني، وهو الذي بسلاحه، بقنابله، بقذائفه، بتخطيطه، بمشاركته المباشرة، قَتَل مع العدو الإسرائيلي الآلاف من الأطفال، والآلاف من النساء، والآلاف من الكبار، والآلاف من الصغار، وقدَّم الغطاء السياسي والحماية لذلك، لجريمة القرن بكل ما فيها من جرائم بشعة جدًّا؟!

على كلٍّ، هذا هو المسار الراهن، ما نأمله- إن شاء الله- أن يستمر الاتِّفاق، ووقف إطلاق النار، وأن يتاح للشعب الفلسطيني فرصة إعادة الإعمار بدعمٍ واسع، وأن يكفَّ العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزَّة.

على كلٍّ، فيما يتعلَّق بالمرحلة الراهنة: من المهم جدًّا أن يكون هناك استمرار في حالة اليقظة، وفي حالة الجهوزية، العدو الإسرائيلي بما نعرفه عنه من عدوانية، وحقد، وإجرام، وتفلُّت، وما يفعله باستمرار من عدوانٍ في لبنان، من جرائم ضد الشعب اللبناني، بالرغم من الاتِّفاق، الذي هو اتِّفاق عليه ضمناء، وكذلك ما يفعله في سوريا من جرائم كثيرة، كل هذا يدل على أنَّه عدوٌ لا يلتزم إلَّا بالإرغام، وأنَّه لا بدَّ أن يكون هناك جهوزية مستمرَّة، يقظة عالية، مواكبة مستمرَّة، واستعداد لأي تطوُّرات تنشأ في الوضع هناك.

كان من أهمِّ التطوُّرات لعملية (طوفان الأقصى) في هذه الجولة المهمة، الَّتي استمرَّت لعامين، ولأول مرَّة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، والذي كان يحسم معاركه وحروبه مع الجيوش العربية: إمَّا في ساعات، وإمَّا في أيام، لأول مرَّة تكون هناك جولة بمثل هذا المستوى، في مستوى ما هي عليه، جولة ساخنة جدًّا، فيها اشتباك عسكري كبير، مواجهة ضارية، وأيضاً بمثل هذا المستوى في تطوُّرها الكبير والمهم فيما يتعلَّق بجبهات الإسناد، وهي من أهم التطوُّرات في هذه الجولة المهمة.

الدور الذي قام به محور الجهاد والقدس والمقاومة، وجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني:

في مقدِّمة جبهات الإسناد، وفي مقدِّمة الإسهام الكبير لمحور الجهادي والمقاومة: ما أسهمت به جبهة لبنان:

ما قام به حزب الله في لبنان من إسنادٍ عظيم منذ البداية للشعب الفلسطيني ومجاهديه، وما قدَّمته تلك الجبهة من تضحياتٍ كبرى من شهدائها القادة، وشهدائها المجاهدين على كلِّ المستويات، وما قامت به أيضاً من إسهامٍ مباشر في النكاية بالعدو الإسرائيلي، وما ألحقته به من خسائر، وصولاً إلى الملحمة المباشرة في معركة من أشرس المعارك والمواجهات ضد العدو الإسرائيلي، عندما حاول أن يدخل إلى لبنان، كان توجُّه العدو الإسرائيلي وما يسعى له: أن ينهي تلك الجبهة المهمة، أن يقضي على المقاومة في لبنان، وأن يعمل على إنهائها بشكلٍ كامل، وفشل في ذلك فشلاً تاماً.

كان من الجبهات الَّتي أثارت القلق الكبير للعدو الإسرائيلي، والتي كان تطوُّراً مهماً في إطار هذه الجولة: جبهة العراق، وما أسهمت به فصائل المقاومة في العراق من إسهامٍ مهم، ومثَّل قلقاً كبيراً للعدو الإسرائيلي.

وكذلك دور الجمهورية الإسلامية:

في المساندة والدعم على مستوى المحور، وفي المقدِّمة للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأَعِزَّاء، وما قامت به الجمهورية الإسلامية في إيران من إسنادٍ وعطاءٍ بثباتٍ عظيم، في مواجهة كل التحديات، والضغوط، والصعوبات، وصولاً كذلك إلى الحرب والمواجهة المباشرة ما بينها وبين العدو الإسرائيلي، الذي اتَّجه بشراكةٍ أمريكية، ودعمٍ أمريكي، إلى العدوان المباشر على الجمهورية الإسلامية، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، وخرج من الحرب بكل فشل، في اثني عشر يوماً من المواجهة المباشرة، والتي تلقَّى خلالها ضربات كبيرة وموجعة.

في جبهة الإسناد من يمن الإيمان والحكمة والجهاد، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس):

الميزة لهذه الجبهة هي: الموقف الرسمي والشعبي في إطار تحرُّكٍ شاملٍ مبادرٍ منذ البداية، ومتحررٍ تماماً من السقف الأمريكي، ومنطلقاً على أساس معيار الواجب الديني والمسؤولية الإيمانية، وبزخمٍ شعبيٍ عظيم، وزخمٍ هائلٍ في الأنشطة، وبثباتٍ واستمرار، كل جملة من هذه الجُمَل تقدِّم الميزة المهمة لهذا الموقف:

بــدءاً بالأنشطـــة الشعبيـــة غــير المسبوقـة، والتي لا مثيـــل لهـــا عالميــــاً:

. المظاهرات المليونية الأسبوعية، الَّتي لم تتوقَّف على مدى عامين:

يخرج الشعب اليمني خروجاً أسبوعياً مليونياً عظيماً، يملأ كل الساحات، في مئات الساحات، وصلت إلى أكثر من (ألف وأربعمائة ساحة) يخرج فيها الشعب اليمني في مظاهرات ووقفات أسبوعية، مظاهرات، ووقفات، وندوات، وأنشطة متنوعة لكل فئات الشعب اليمني.

· أنشطـــة للتعبئـــة العامـــة:

من عروض عسكرية، ومناورات... وغيرها، اهتمام كبير في مسار التدريب والتأهيل العسكري، مخرجاته أكثر من (مليون مجاهد)، وبات هناك أيضاً نقلة في هذا الجانب في المستوى الثاني من التدريب والتأهيل.

الأنشطـــة المتنوِّعـــة بلغـت مئـــات الآلاف مـن الأنشطـــة المتنوِّعـــة:

· في مقدِّمة هذه الأنشطة والفعاليات: ما قدَّمته وقامت به رابطة علماء اليمن:

وبرعاية وعناية سماحة المفتي، السِّيِّد العلامة/ شمس الدين شرف الدين "حَفِظَهُ الله".

ما قامت به رابطة علماء اليمن، ومعها العلماء والخطباء، من جهدٍ توعويٍ، وإعلان مواقف أيضاً، وإصدار بيانات، وأنشطة متنوعة، هو يقدِّم النموذج الراقي لعلماء الدين، الذين ينهضون بواجبهم الإسلامي في بيان الحق، ونصرة الحق، وتقديم الحق، والدعوة إلى الحق، والحذر من الكتمان: الكتمان لما أنزل الله من البيِّنات والهدى، تجاه قضايا مصيرية، يعتبر الكتمان فيها جريمة بكل ما تعنيه الكلمة.

وكان لهم نشاطهم المكثَّف والمستمر، وعقدوا الكثير من الأنشطة، من الفعاليات، وتحرَّكوا بحرارة المسؤولية الإيمانية، باهتمام، بروحيةٍ إيمانيةٍ وجهاديةٍ عالية، وهذا واضح في كل الفعاليات الَّتي أقاموها؛ ولـذلك كان نشاطهم في أوساط هذا الشعب له أهميته الكبيرة:

- في الاستنهاض لهذا الشعب.

- فيرفع مستوى الوعي.

- في ترسيخ الشعور بالمسؤولية الإيمانية والجهادية، ومسؤولية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

- وكذلك في تقديم النموذج الراقي لعلماء الدين، وكيف يجب أن يكونوا في صدارة الأُمَّة، وهي تواجه الكفر والشر، الشر المطلق، المتمثل بالعدو الإسرائيلي، بالصهيونية العالمية، بأمريكا وإسرائيل ومن معهما.

فكان لهم هذا الشرف الكبير، في أن يتصدَّروا الشعب في أنشطتهم، في اهتمامهم، في ندواتهم، في نزولهم في أوساط الناس في مختلف المناسبات، في البيانات والمواقف القوية، الصريحة، الواضحة، الَّتي ترقى إلى مستوى المسؤولية، وتعبِّر بحقٍّ عن الواجب الديني، عن الواجب الإسلامي، تعبِّر أيضاً بحقّ عن الموقف الحقيقي للإسلام.

· أيضاً في القطاع الطلابي والجامعي:

كان هناك أنشطة ومظاهرات بارزة وكثيرة، لطلاب وأساتذة وكوادر الجامعات اليمنية، وللقطاع الطلابي أيضاً، وللمدرسين في المدارس.

وهذا أيضاً مِمَّا تميَّز به شعبنا العزيز، على مستوى الفارق ما بينه وبين الكثير من البلدان العربية والإسلامية: النشاط على مستوى الجامعات والمدارس، والأنشطة الكثيرة جدًّا، والفعاليات المتنوعة، والمظاهرات، والوقفات، من هذا القطاع التعليمي، كان نشاطاً مميِّزاً، وعظيماً، ومشرِّفاً، وراقياً، يعبِّر عن وعي، عن نضج، عن رشدٍ فكريٍ وثقافي، يعبِّر عن القيم الإيمانية لشعبنا العزيز، أيضاً تلك الأنشطة كانت للجميع: للرجال وللنساء.

· أيضاً الوقفات القبلية المسلَّحة:

وقفات كبرى، لكبرى القبائل اليمنية، خرجت برجالها، وعتادها، وسلاحها، الكثير من الوقفات المهمة، الَّتي عبَّرت فيها عن موقفها الأصيل، موقفها الإيماني، موقفها الشجاع، موقفها الثابت على النهج الإيماني والقرآني، في الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأفشلت الكثير من المؤامرات، الَّتي سعى أعداء الإسلام والإنسانية من خلالها إلى إضعاف موقف الشعب، أو اختراقه، أو إغراقه في الفتن فيما بينه؛ أفشلت الكثير من ذلك، وحافظت على السِّلم الاجتماعي، ووجَّهت الجهود والاهتمامات في إطار هذا الموقف العظيم، وقدَّمت الشهداء، وأسهمت كل الإسهام بالعطاء المالي وغيره، في إطار هذا الموقف العظيم، في إطار الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

· أيضاً من المسارات المهمة في إطار (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، هو: المسار الإعلامي:

والمسار الإعلامي هو مسارٌ مهم، وحسَّاس، وساخن؛ لأن من أكثر ما يركِّز عليه الأمريكيون والإسرائيليون، ومن أهم ما ركَّزت عليه الصهيونية اليهودية العالمية، هو: السعي للتأثير على الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، وتحرَّكت منذ وقتٍ مبكِّر؛ ولـذلك تمتلك في هذا الجانب الإمكانات الهائلة، وأيضاً لديها الكثير والكثير من العملاء والأبواق والأقلام، الَّتي تعمل معها بمختلف اللغات.

فمثلاً: في ساحتنا الإسلامية، وساحتنا العربية، هناك قنوات، هناك فئة واسعة من الإعلاميين، كوادر كُثُر مِمَّن يمتلكون القدرات الإعلامية، وينشطون على المستوى الإعلامي، في مختلف المجالات الإعلامية، والوسائل الإعلامية: قنوات، صحف، في مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أن بدأت مواقع التواصل الاجتماعي، في شبكة الإنترنت بشكلٍ عام... في مختلف الوسائل الإعلامية، والأنشطة الإعلامية، الأعداء يتحرَّكون ولديهم الكثير مِمَّن ينتسبون إلى هذه الأُمَّة، يقدِّم نفسه بأنه عربي، من العرب، ومسلم، ولكنه في واقع الحال هو بوقٌ للصهيونية، بوقٌ لأمريكا وإسرائيل، أو قلمٌ من أقلامهم، وهو يعمل وفق موجِّهاتهم، وفق مصطلحاتهم، وفق العناوين الَّتي يريدونه أن يتحرَّك فيها:

- في اتِّجاه الحرب النفسية لاستهداف هذه الأُمَّة.

- في اتِّجاه تشويه كل من يقف ضد العدو الإسرائيلي، كل من يتحرَّك في إطار الموقف الحق لنصرة الشعب الفلسطيني، كل من يتحرَّك في إطار الموقف الحق للجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ضد ألدِّ عدوٍ للإسلام والمسلمين وللإنسانية، وهم اليهود الصهاينة، من يتحرَّك ضدهم؛ تتحرَّك ضده ماكينة هائلة إعلامية لاستهدافه، وبشكلٍ مكثَّف.

ولكن في المقابل، تحرَّك فرسان الجهاد في ميدان الإعلام تحرُّكاً عظيماً، فعَّالاً ومؤثِّراً، وقاموا بدورٍ عظيم، وأنا أتوجَّه إليهم في هذا المقام بالتحية، والإعزاز، والتقدير، على ما بذلوه ويبذلونه من جهد، ولا يزال هذا الدور مهماً، وأن يستمروا فيه بكل فاعلية، وأن يعملوا باستمرار على تطوير أدائهم في هذا الميدان، وإنتاجهم في هذا الميدان، ودورهم هو دورٌ مهمٌ وعظيم، إلى درجة أنَّ الأعداء يشتكون من فاعلية هذا الدور، ومن مستوى تأثير هذا الدور، في جبهة من الجبهات المهمة والحسَّاسة في الصراع بين هذه الأُمَّة وبين عدوِّها، عدوِّها اللدود: اليهود الصهاينة ومن معهم، وقدَّموا أيضاً الشهداء، في الجانب الإعلامي أيضاً هناك شهداء، وهناك إسهام كبير، ودور عظيم في مواجهة أبواق الصهيونية، والنشاط الذي تحرَّك فيه الموالون لأمريكا وإسرائيل.

هذا فيما يتعلَّق بالأنشطة الشعبية، وهناك الكثير أيضاً من الأنشطة من مختلف الفئات، لكن لا يتَّسع الوقت.

لننتقل إلى مجال الإسناد بالعمليات العسكرية، بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، والعمليات البحرية، والتي استمرَّت:

استمرَّت بشكلٍ كبير، وبزخمٍ مهم، بحسب الإمكانات، وفرض الحظر البحري على ملاحة العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، إلى خليج عدن، إلى البحر العربي.

في هذا المسار، استمرَّت العمليات بوتيرتها ضد العدو الإسرائيلي:

- سواءً عمليات القصف بالصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى فلسطين المحتلَّة، لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي.

- أو في مسألة منع الملاحة على العدو الإسرائيلي في مسار البحر الأحمر، إلى خليج عدن، إلى البحر العربي، كمسرح للعمليات أُعْلِن عنه منذ بداية الأحداث.

النجاحات الَّتي تحقَّقت على مستوى العمليات البحرية واضحة، ولأهميتها، وتأثيرها الكبير، وأهميتها الاستراتيجية؛ دخل الأمريكي في عدوانٍ على بلدنا، إسناداً منه للعدو الإسرائيلي في جولتين متتابعتين، بشراكة بريطانيا، إضافةً إلى العدو الإسرائيلي، الذي هو في حالة حرب مع بلدنا، وعدوان على بلدنا.

الأمريكي سعى مع الإسرائيلي ومع البريطاني بكل جهد، واستخدم وسائل قتالية متطوِّرة:

- أتى بحاملات الطائرات: خمس حاملات طائرات خلال الجولتين.

- استخدم كذلك على مستوى سلاح الجو طائرات كذلك (بي 2)، و(بي 52)، ومختلف ما يمتلكه من سلاح الجو المتطوِّر، الذي ينفرد به على مستوى العالم.

- واستخدم كذلك القنابل والصواريخ الفتَّاكة الَّتي بحوزته.

وفي البحر حاول، وعبر الجو، ومن خلال الاستهداف لبلدنا، حاول بكل جهد في أن يوقف العمليات البحرية، وأن يؤمِّن للعدو الإسرائيلي العودة إلى الملاحة البحرية، وتحرُّك السفن الإسرائيلية، في هذا المسار الذي مُنِعَ على العدو الإسرائيلي، ولم يتمكَّن من الاستمرار فيه: (مسار البحر الأحمر، باب المندب، خليج عدن، البحر العربي).

مع ذلك فشل العدو الأمريكي، نفَّذ مع البريطاني ومع الإسرائيلي قريباً من (ثلاثة آلاف غارة وقصف بحري)، وكثَّف الاستهداف لبلدنا إلى مستوى الاستهداف للأعيان المدنية، سعى لتدمير القدرات الصاروخية، وتدمير قدرات الطيران المسيَّر، وفشل في ذلك فشلاً ذريعاً، خابت آماله:

- سقطت عليه الكثير من طائرات الاستطلاع الـ (إم كيو 9)، إلى درجة أن سقطت هيبتها.

- وأكثر من ذلك: هزيمته في البحر، حاملات الطائرات، الَّتي هي رمز قوَّته، وعنوان سيطرته العسكرية، وتميُّزه في إمكاناته العسكرية، وصلت إلى أن تحوَّلت إلى عبءٍ على الأمريكي، وأصبح خائفاً عليها، وهربت- في نهاية المطاف- من مسرح المواجهات.

وهذه مسألة معروفة، الأمريكي اعترف من خلال قادة عسكريين، ومسؤولين في البحرية الأمريكية، عن مستوى هذه المعركة وهذه المواجهة مع قوَّاتنا المسلَّحة، بأنها مواجهة لم يسبق أن دخل فيها منذ الحرب العالمية الثانية، وأيضاً بمستوى التأثير والفاعلية للعمليات اليمنية، إلى درجة أنه صُدِم من استخدام قوَّاتنا المسلَّحة للصواريخ البالِسْتِيَّة في العمليات البحرية بدقة، بدقة، وهذا أزعجه كثيراً، وكان هذا لأول مرَّة في التاريخ، وهذا مِمَّا أدهش الأمريكي، وأدهش العسكريين الأمريكيين، والخبراء العسكريين الأمريكيين، ودراساتهم وتعليقاتهم عن هذا الموضوع معروفة، ونشرتها الكثير من وسائل الإعلام.

في نهاية المطاف فشل الأمريكي فشلاً تاماً، لم ينجح:

- لا في منع الموقف اليمني.

- لا في الحد منه.

- لا في تعطيل هذه القدرات، أو تدميرها.

استمرَّت عملية التَّطوير والابتكار، وكان مسارها مساراً ناجحاً منذ البداية، على مستوى المديات، وعلى مستوى التجاوز لكل ما بحوزة الأعداء من وسائل للحماية والاعتراض، كان هناك ما بيننا وبين فلسطين الكثير- فعلاً- من الحماية، والسعي للاعتراض، الحماية للإسرائيلي، والسعي لاعتراض أي شيء يذهب باتِّجاه فلسطين، وعلى مستوى البحر كذلك، لكنهم فشلوا فشلاً تاماً؛ المسار حوَّل التحديات إلى فرص، وكان مساراً قائماً على الابتكار، الابتكار الذي أدهش الأعداء، وشهدوا به، تصريحاتهم، دراساتهم، أبحاثهم، تعليقاتهم، تشهد على اندهاشهم من مسألة الابتكار، والتجاوز للكثير من تقنياتهم، وأصبح جزء من المعركة معهم هو: معركة الابتكار المتجدِّد في تجاوز ما بحوزتهم من تقنيَّات وإمكانات.

العمليات البحرية كانت ناجحةً جدًّا، الدور الذي أسهمت به القوَّات البحرية كان مهماً للغاية، الدور الذي أسهم به الدفاع الجوِّي كان مهماً للغاية، وشهد الأعداء أيضاً عن مدى تأثيره، وهم يلحظون أنَّه في تطوُّر مستمر، الدور العظيم للقوَّات الصاروخية، الدور المهم للطيران المسيَّر، كل ذلك مِمَّا شَهِد به الأعداء، وفشلوا أيضاً في التأثير على هذا الموقف، لم ينجحوا: لا في تدمير القدرات، ولا في الحد من العمليات، ولا في الضغط للتوقُّف عن الإسناد، بل لاحظوا هم كيف هو التكيُّف مع التحديات، والتحويل لها إلى فرص، وكل هذا بتوفيق الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بمعونته، بتأييده، برعايته، بنصره، بهدايته.

اتَّجهوا للضغط الاقتصادي، بإجراءات عدوانية وتعسفية، استهدفوا الملف الإنساني، استهدفوا الأعيان المدنية، استهدفوا الموانئ بكثافة، حاولوا تشديد الحصار، وفشلوا في أن يتراجع شعبنا، في الضغط عليه؛ لكي يتراجع عن موقفه؛ صبر شعبنا العزيز، ثبت، واصل مشواره وجهاده بعنفوان، بثبات، بثباتٍ عظيم.

أيضـــاً على مستـــوى الشهـــداء:

شعبنا بقدر ما قدَّم من الشهداء؛ إنما ازداد ثباتاً، إنما ازداد صموداً، إنما ازداد عطاءً، وما يقدِّمه شعبنا من الشهداء، هو شاهدٌ ومصداقٌ لمصداقية موقفه، هو انطلق في هذا الموقف وهو حاضرٌ لأن يقدِّم الشهداء، وهو يدرك أنَّ هذا ليس خسارة، ما يقدِّمه في سبيل الله تعالى في إطار الموقف الحق هو شرفٌ عظيم، الشهداء فازوا بالشهادة،{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران:169].

وكذلك شعبنا العزيز في قدراته، إمكاناته، كوادره، ما لديه أيضاً من تأهيلٍ عالٍ على كلِّ المستويات، لا ينقصه ولا يؤثِّر فيه على مستوى قوَّة الموقف، قوَّة الإنتاج، قوَّة العطاء، الاستمرار في مواصلة المشوار، لا يؤثِّر عليه ما يقدِّمه من شهداء، ولا يفتُّ في عَضُدِه، هو بقوَّته، بثباته، بصموده، بعطائه، هو في المستوى العظيم، ولا يوهنه ما يقدِّمه من تضحيات في سبيل الله تعالى.

في المســـار الأمنــي:

المسار الأمني هو من المسارات ذات الأهمية البالغة في المواجهة مع الأعداء؛ لأن الأعداء يركِّزون على الاستهداف الأمني، بل إنَّ الجانب الأمني هو توأم للمجال العسكري فيما يتعلَّق بالصراع مع الأعداء، فهم حاولوا أن يحرِّكوا الكثير من الخلايا، الَّتي تعمل لصالحهم:

- خلايا تَجَسُّسِيَّة؛ لتوفير المعلومات والإحداثيات.

- خلايا تهدف إلى تنفيذ عمليات إجرامية لصالح الأعداء.

- وأيضاً خلايا تسعى إلى إثارة الفوضى في الداخل؛ لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين، واليهود الصهاينة.

كل مساراتهم العدوانية التخريبية، الَّتي تستهدف أمن هذا الشعب، فشلت فشلاً كبيراً، مقارنةً:

- بإمكاناتهم: بما قدَّموه في هذا الجانب من إمكانات هائلة ومغرية.

- بما أعدُّوا له من العدَّة: خلايا مدرَّبة، حظيت بتدريب كبير، زوِّدت بوسائل حسَّاسة وخطيرة.

وكان من أخطر المسارات في هذا الجانب من جهة الأعداء، هو: الخلايا التَّجَسُّسِيَّة الَّتي نشطت تحت الغطاء الإنساني، من منتسبين لمنظَّمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها: برنامج الغذاء العالمي، وكذلك اليونيسف، كان هناك خلايا تحرَّكت بغطاء؛ لأنها تنتسب إلى هذه المنظَّمات، وتحتمي بهذا الانتساب، وتجعل من عملها في إطار هذه المنظَّمات غطاءً لنشاطها الخطير، الذي كان نشاطاً عدوانياً وسيئاً جدًّا، يستهدف هذا الشعب في أمنه، يحاول أن يقدِّم الخدمة لأعدائه، وذَكَّرنا، ذَكَّرنا بـ [مصائد الموت]، الَّتي نصبها الأمريكي مع الإسرائيلي في قطاع غزَّة، الَّتي هي ذات عنوان إنساني، ولكنها بهدف القتل، بهدف الإبادة، بهدف الاستهداف.

حصلنا على معلومات قاطعة، عن ذلك الدور التَّجَسُّسِي، العدواني، الإجرامي، للخلايا الَّتي تمَّ اعتقالها من الأجهزة الأمنية، وهي تنتسب إلى تلك المنظَّمات.

ومـــن الجرائـــم البــــارزة لتــلك الخلايـــا:

· أنَّ لها الدور الأساس في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة، واستهداف رئيس الحكومة ورفاقه الشهداء "رَحْمَةُ اللهِ تَغْشَاه وَتَغْشَاهُم":

كان هناك دور أساس في هذه الجريمة: في الرصد لاجتماع الحكومة، في الإبلاغ للعدو الإسرائيلي به، في مواكبة جريمة الاستهداف لاجتماع الحكومة، دور لخلية تابعة لـ (برنامج الغذاء العالمي)، وعلى رأس هذا الدور: مسؤول الأمن والسَّلامة في فرع البرنامج في اليمن.

هذه حقائق، نحن على ثقة وتأكُّد تام منها، نمتلك عليها كل الدلائل، وحرصت على هذا التوضيح؛ لأن البعض لا يعون هذه الحقائق، يتأثَّرون بالضجَّة الإعلامية الَّتي يقوم بها الأعداء، ويتصوَّرون أنَّ هناك استهداف غير مبرَّر لتلك الخلايا، وعدم تقدير لدورها في العمل في المنظَّمات الإنسانية.

نحن حريصون كل الحرص على ما فيه الخير لشعبنا، على أيِّ خدمة لشعبنا العزيز، أيِّ خدمة إنسانية، هذا يهمنا جدًّا، ولكن المسألة لا تختلف أبداً عن [مصائد الموت]، الَّتي لعب بها الأمريكي في قطاع غزَّة، إلَّا في الشكل.

الأمريكي والإسرائيلي رأوا في تلك المنظَّمات غطاءً مهماً:

- يحمي تلك الخلايا من الاعتقال.

- يُسَهِّل لها التَّحَرُّك بالإمكانات والوسائل الَّتي يزوِّدونها بها:

o منها: أجهزة ووسائل للرصد والاستهداف، أجهزة تقنية؛ لاختراق الاتصالات، واخترقوا بها الاتصالات الوطنية.

o ومنها أيضاً: أجهزة وإمكانات لأنواع الرصد التَّجَسُّسِي، الَّتي تُستَخدم عادةً لدى أجهزة الاستخبارات العالمية، ولدينا الأدلة على كل ذلك.

ولذلك هنا يتوجَّه كل اللوم للأمم المتَّحدة، ولتلك المنظَّمات، الَّتي بدلاً من أن يكون لها موقف من الأمريكي والإسرائيلي، في مقابل اختراقه لها، وتحريكه لمنتسبيها في جرائم تخدم العدو الإسرائيلي والعدو الأمريكي، يتَّجهون لتوجيه اللوم إلى الأجهزة الأمنية، وإلى الحكومة في صنعاء، ويحاولون أن يبرِّئوا مجرميهم، وتلك الخلايا الَّتي قامت بذلك الدور الإجرامي.

نحن نقول: أنَّه في كل العالم، حتَّى في البلدان الغربية، وحتَّى في مواثيق الأمم المتَّحدة، ليس هناك أي نص أو قانون يبيح للمنتسبين إلى المنظَّمات الإنسانية، أو المنظَّمات الأممية، أن تقوم بالأعمال التَّجَسُّسِيَّة والعدوانية والإجرامية في أي بلد، وتكون محميةً من المحاسبة والمساءلة، وأن يباح لها ذلك، هذا خارج عن دورها الإنساني.

الدور العدواني، الدور الإجرامي، الدور الذي يستهدف شعباً ودولة في أمنها، يساعد على قتل الناس، على العدوان عليهم، هذا دور غير إنساني، دور إجرامي، ليس هناك ما يبيحه: لا شرع، ولا قوانين، ولا مواثيق أمم متَّحدة... ولا أي بند أبداً؛ ولـذلك ما يجري من تهويل، ولوم، وضغط إعلامي، وضغط سياسي؛ إنما يهدف فقط لتأمين الحماية، وتوفير الحماية لتلك الخلايا؛ لتواصل نشاطها الإجرامي ضد هذا الشعب.

هذا الموضوع- إن شاء الله- نسلِّط الضوء عليه في كلمة أخرى على نحوٍ أوسع.

· كذلك كان هناك محاولة لإثارة الفتن والفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي، فشلت فشلاً ذريعاً.

شعبنا العزيز انطلق من منطلق إيماني وجهادي، هو مستمرٌ في بناء قدراته، محافظٌ على كل عناصر القوَّة، ومعنيٌ بذلك بشكلٍ مستمر.

العدو الإسرائيلي، والعدو الأمريكي، الشريك له في كلِّ جرائمه، لا يزال يشكِّل خطراً مستمراً على أُمَّتنا بكل الأحوال، المخطط الصهيوني قائم، هم يعملون على أساسه، هو منطلقهم، ومخططاتهم على أساسه، حالة الاحتلال لفلسطين حالة قائمة، وحالة مستمرَّة، حالة التهديد والخطر على الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، ومن ذلك في قطاع غزَّة، حالة مستمرَّة، المسألة عبارة عن جولة، قد تكون هدأت هذه الجولة، ولكن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي دائماً هم في عمل على كل المستويات، وفي كل المجالات، في إطار المخطط الصهيوني.

المحصلة المهمة جدًّا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة في جريمة القرن المفترضة من جهة الأُمَّة، هو: الوعي الكبير عن حقيقة العدو الإسرائيلي، عن سوئه، عن إجرامه، عن عدوانيته، عن شرِّه، عن خطورته، وعن خطورة التهاون تجاه مؤامراته، وعن ضرورة التخلُّص منه.

الشيء المؤسف هو الاتِّجاه المعاكس من البعض، من الموالين لأمريكا وإسرائيل، ومن المغفلين، الذي يسعى دائماً إلى صرف أنظار الأُمَّة عن ذلك، وإشغالها بعناوين أخرى، وتغذية الفتن والصراعات والمشاكل تحت كل العناوين، والإضلال للأُمَّة في مسألة من هو العدو، بعد أن أخبرنا الله في كتابه من هو عدونا، وأثبتت الحقائق من الواقع أنَّه فعلاً عدو، عدوٌّ لدود، عدوٌّ يشكِّل خطورةً بالغة على هذه الأُمَّة في كل شيء: في دينها، ودنياها، وحُرِّيَّتها، واستقلالها، وكرامتها، وهويتها الدينية... في كل شؤونها، وثرواتها، وأوطانها.

الأُمَّة أحوج ما تكون للاهتداء بالقرآن الكريم وبحقائق الواقع، القرآن الكريم هو كتاب الهداية،{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء:9]،{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة:16]، الله يعلِّمنا في القرآن من هو العدو، وماذا نعمل لمواجهة ذلك العدو في كل المجالات، في كلِّ ميدان من ميادين المواجهة.

يجب أن نتبيَّن وأن نتأمل في الفرق ما بين الاتِّجاهين:

- الاتِّجاه الإسرائيلي الأمريكي، الذي ما بعد كل جولة يستمر في مسارات تخدم أجندته ومخططاته ضد هذه الأُمَّة، ويبني نفسه للجولة الأخرى لجولة قادمة، وهذا واضح في كل المراحل الماضية، سواءً جولات، أو كانت هناك اتِّفاقيَّات، جولات في الميدان، مواجهة عسكرية، أو جولات الخداع في المسار السياسي، فيما يتعلَّق بالمفاوضات مع العدو الإسرائيلي، من مثل مفاوضات [أوسلو] وما بعدها، في مسار ما يسمُّونه بـ [مسار التَّسوية]، كيف كان الإسرائيلي يخادع ويتَّجه دائماً إلى تثبيت سيطرته، وإلى الإعداد لتوسيع نطاق تلك السيطرة وفق المخطط الصهيوني، هذا هو المسار المؤكَّد للإسرائيلي والأمريكي مهما خادعوا أُمَّتنا.

- بينما يتَّجه العرب ما بعد ذلك في الوضع الداخلي بما يخدم العدو الإسرائيلي، وكأنَّ المشكلة انتهت، وكأنَّ الصراع انتهى، وكأنَّ فلسطين قد تحرَّرت، وكأنَّ القدس والمسجد الأقصى قد عاد إلى أحضان الأُمَّة، وكأنَّ العدو الإسرائيلي قد تلاشى خطره، وزال ضرُّه، وترك فلسطين للشعب الفلسطيني، لأهل فلسطين الحقيقيين، وكأن المسألة انتهت، هذه هي حالة مؤسفة جدًّا!

في واقعنا يجب أن نحافظ على ما حقَّقه شعبنا العزيز في إطار موقفه العظيم:

- في مستوى الوعي.

- في مستوى الروحية الجهادية.

- في مستوى الاهتمام على كل المستويات.

- في مستوى بناء القدرات العسكرية.

- في مستوى التدريب والتأهيل.

أن تبقى كل مسارات العمل قائمة في هذا الاتِّجاه، وإن توقَّفت العمليات العسكرية في حال توقَّف العدوان الإسرائيلي والحصار على غزَّة، لكنها جولة كما قلنا، جولة، هناك جولات قادمة بالتأكيد، لا شك في ذلك، العدو الإسرائيلي لن يترك فلسطين، لن يترك الشعب الفلسطيني، لن يترك هذه الأُمَّة، ومعه الأمريكي الشريك والداعم.

كذلك فيما يتعلَّق بالمكتسبات الكبرى لعملية (طوفان الأقصى)، ومظلومية الشعب الفلسطيني على مدى عامين، من ذلك:

- مواصلة الأنشطة في مختلف بلدان العالم، هناك صحوة ضمير، يقظة عالمية في كثيرٍ من الشعوب، كان لها دورها الكبير جدًّا مع صمود الشعب الفلسطيني، ومع دور المحور، في الضغط على الأمريكي والإسرائيلي لإيقاف العدوان على قطاع غزَّة، لإيقاف الإبادة الجماعية، للرضوخ للاتِّفاق، وعملية تبادل الأسرى، وصفقة تبادل الأسرى، الصحوة للضمير الإنساني في كثيرٍ من الشعوب ذات أهمية كبرى، وفي أوروبا كانت ضاغطة بشكل كبير على الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، يعني: في بريطانيا- نفسها- تخرج في يوم واحد مظاهرة قرابة خمسمائة ألف، قرابة نصف مليون إنسان، هذا تطوُّر كبير في مثل بريطانيا، الَّتي هي من الحواضن الأولى للصهيونية، ومن الداعمين الأوائل للعدو الإسرائيلي، كذلك في الغرب بشكلٍ عام في أوروبا وفي أمريكا، ثم في غير الغرب، كذلك في أستراليا... في بلدان كثيرة من العالم، هذا ما ينبغي البناء عليه؛ ليتنامى أكثر.

- المزيد من الوعي تجاه القضية الفلسطينية، والمظلومية الفلسطينية، وسوء العدو الإسرائيلي، وأنَّه كيانٌ ظالمٌ، غاصبٌ، مجرمٌ، يشكِّل خطراً على الإنسانية بكلها.

- كذلك الحفاظ على مسارات العمل في كل المجالات.

شعبنا العزيز كان من أهم مناسباته في هذا الأسبوع: ذكرى الرابع عشر من أكتوبر، ذكرى مجيدة، وذكرى خالدة لشعبنا العزيز، في هذه الذكرى كان هناك كلمة للأخ الرئيس، كلمة مفيدة وممتازة، كلمة للأخ القائم بأعمال رئيس الوزراء، الأستاذ العلَّامة/ محمد مفتاح "حَفِظَهُ الله"، أيضاً كلمة مهمة ومفيدة، لا نضيف إلى كلمة الأخ الرئيس "حَفِظَهُ الله"، وكلمة الأخ القائم بأعمال رئيس الوزراء، إلَّا التأكيد على أهمية أن تتضمن الأنشطة التعليمية، والأنشطة الإعلامية، أبرز الحقائق المهمة عن حقبة الاحتلال البريطاني لأجزاء واسعة من اليمن، وما يتعلَّق بتلك الحقبة من جرائم، من خيانات، من عمالة، من أسباب تساعد العدو على الاحتلال، على السيطرة، والعناوين والسياسات والعملاء، الَّتي كانت بارزةً في تلك المرحلة.

شعبنا العزيز من أبرز أنشطته العظيمة والمهمة والراقية، هو: الخروج المليوني، والبعض من أبناء هذا الشعب حتَّى من الشُّبَّان والشيبان من مختلف الفئات العمرية، كانوا مرابطين ومستمرين في كل أسبوع، هذا توفيقٌ إلهيٌ كبير، هذا جهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

اللجـــــان، وفي المقدِّمة: اللجنة الرئيسية، برئاسة الأخ القائم بأعمال رئيس الوزراء الأستاذ العلَّامة/ محمد مفتاح "حَفِظَهُ الله"، ورفاقه في اللجنة، وكذلك في الفروع، كان لهم دور وإسهام مهم في الاهتمام بهذه المظاهرات، والدعوة لها، والتنظيم لها، بقية اللجان المنظِّمة، الجانب الأمني، الذين يقومون بنشاط أساس، سواءً من المسؤولين في الحكومة وفي المحافظات، من الوجاهات والشخصيات الاجتماعية، من كوادر التعبئة، من الناشطين الثقافيين... من مختلف فئات الشعب، أسهموا إسهاماً عظيماً في استمرار هذا الخروج الأسبوعي المليوني، بزخمٍ عظيمٍ جدًّا، ونموذجي، ولا مثيل له في العالم، وأنا أتوجَّه إليهم جميعاً بالتحية، والإعزاز، والإكبار، والتقدير، وأسأل الله أن يتقبَّل منهم هذا الجهاد، وهذه الجهود العظيمة في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

موقفنا بشكلٍ عام على المستوى العسكري: نحن نؤكِّد للعالم أجمع، وللعدو الإسرائيلي، كما نؤكِّد لإخوتنا المجاهدين في فلسطين، وللشعب الفلسطيني، حضورنا المستمر، جهوزيتنا الدائمة لعمليات الإسناد على المستوى العسكري، في حال عاد العدو الإسرائيلي لعدوانه، وإبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، أو أيِّ تطوُّرات أخرى في مستوى هذا الموقف، تستوجب هذا المستوى من الموقف، عبَّرنا عن كثير من هذه التفاصيل في كلمات ومناسبات متعدِّدة، القاعدة هي:{وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}[الإسراء:8]، ونحن مستمرُّون على هذا الأساس، وواثقون بنصر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

نحن مؤمنون إيماناً تاماً، بيقينٍ تام، بوعد الله الحق في القرآن الكريم، عن مآلات هذه القضية وهذا الصراع، بين أُمَّتنا وبين العدو الإسرائيلي:

- وأنَّ العدو الإسرائيلي إلى فشل، إلى هزيمة.

- وأنّ َكيانه كيانٌ مؤقت.

- وأنَّ الشعب الفلسطيني سيحظى بالحُرِّيَّة، والاستقلال التام.

- وأنَّ أمر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" آتٍ آتٍ في زوال الكيان الإسرائيلي الظالم، المجرم.

وهذه الآية القرآنية المباركة:{وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}[الإسراء:8]، في سياق وعد الله الحق أيضاً، سياق وعده العظيم بتدميرٍ لذلك العدو، فيما هو عليه من استكبار، وعلو، وطغيان، وإجرام.

في هذه الجولة المهمة، بكل ما فيها من مواقف، من جهاد، من عطاء، من تضحياتٍ في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من عملياتٍ عظيمة، من زخمٍ في الأنشطة والأعمال، أدعو شعبنا العزيز للخروج المليوني الواسع يوم الغد إن شاء الله:

- تتويجاً لخروجه الأسبوعي في هذه الجولة.

- تأكيداً على الثبات، وعلى الجهوزية لأي جولة تصعيد أو نكثٍ من جهة العدو.

- تأكيداً على العمل المستمر في إعداد القوَّة، والسعي للارتقاء في مستوى التحديات تجاه الجولات القادمة.

- تأكيداً على ثبات شعبنا في مساره الإيماني والجهادي والقرآني، المنطلق فيه من هويته الإيمانية، على ضوء ما قاله رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" في وسام الشرف العظيم الخالد:((الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة)).

أرجو أن يكون الخروج عظيماً، حاشداً، كبيراً، في العاصمة صنعاء، وفي بقية المحافظات والساحات.

نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّــــــلامُ عَلَيْكُـــمْ وَرَحْمَــــــةُ اللهِ وَبَــرَكَاتُــهُ؛؛؛

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department