الصفحة الرئيسية

الدولة الصليحية


قامت دولة (الصليحيين) على يد مؤسسها (أبي الحسن علي بن محمد الصليحي) وذلك في عام (439 هـ) وينسب (آل الصليحي) إلى قبيلة (الأصلوح) التي تعد حياً من (الأحجور) الحاشدية الهمدانية، من بني عبيد بن أوام بن حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن جشم الأوسط بن حاشد بن جشم الأكبر بن حبران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.

أما موطنه الذي نشأ فيه فهو (الأخروج) من بلاد الحيمة إحدى نواحي لواء صنعاء، وكان والده القاضي (محمد الصليحي) يقيم في حصن (يناع) من بلاد الحيمة وكان سني المذهب نافذ الكلمة في قومه.

بينما لم يبلغ ولده (علي) الحلم حتى كان قد تضلع بمذهب الإسماعيلية على يد آخر دعاتها (سليمان بن عبد الله الزواحي)، وكان الدافع لهذا إلى العناية بتربية (علي بن محمد الصليحي) وتعليمه مذهب الإسماعيلية ما لاح له من مخائل النبل فيه والاستعداد لحمل أعباء الدعوة الفاطمية بعد موته.

ولما حضرت الداعي (سليمان الزواحي) الوفاة أوصى بكتبه وبمال وفير لعلي بن محمد الصليحي بعد أن وافق الإمام الفاطمي المستنصر (معد ابن الطاهر العبيدي) على ذلك، ساعد (أبا الحسن الصليحي) كل ذلك على الاضطلاع بالمسؤولية دعوة وحكماً وعلى أكمل وجه.

وقد بدأ (أبو الحسن) أمره دليلاً للحاج عن طريق جبال السراة، واستمر على ذلك خمسةَ عشرَ عاماً كان خلالها يتعرف على أهل اليمن، ويجتمع بالعلماء منهم ومن غيرهم، وكان يبحث مع من يأنس بهم أمر القيام بالدعوة الفاطمية في اليمن، وعن الوسائل الكفيلة بنجاحها. وأكسبته رحلات الحج تلك خبرة بأحوال الناس، ومكنته من دراسة النفس اليمنية، وأفادته في التعامل معها طيلة عهده. وبقيام الإمارة النجاحية والدولة الصليحية قامت في اليمن حكومتان متعارضتان سياسيأ وعقائديأ، اتسمت الأولى بالسنية بحكم تبعيتها للعباسيين، واتسمت الثانية بالشيعية بحكم تبعيتها للفاطميين.

ولكن (أبا الحسن الصليحي هادن الأمير (نجاح)؛ لأنه في مراحله الأولى لم يكن يقوى على محاربته، سيما وهو يحارب مختلف الإمارات والزعامات التي كانت قائمة عند قيامه في سائر مناطق اليمن غير تهامة منطقة نفوذ (الأمير نجاح)، ولو فعل (أبو الحسن الصليحي) ولم يهادن نجاحاً لدفعه إلى مساندة القوى الأخرى ضده.ومع ذلك فقد قام الصليحي بقتل نجاح بالسم عن طريق جارية جميلة أهداها إليه كما تضافرت على ذلك كتب المؤرخين.

ثورة أبي الحسن الصليحي:

وفي العامين الأخيرين من (الخمسة عشر عاماً) التي ظل (أبو الحسن علي بن محمد الصليحي) فيها دليلاً للحاج بحث مع أعيان اليمن ممن يأنس بهم أمر القيام بالدعوة الفاطمية في اليمن ثم تعاهد مع ستين رجلاً من همدان في مكة على أن يجهروا بالدعوة، ويجاهدوا في سبيلها حتى يظفروا بها أو يموتوا، وكان المتحالفون معه في عزة ومنعة من قومهم.

وقد استطاع (أبو الحسن الصليحي) بذكائه أن يغرس في نفوس الخاصة أنه إنما يدعو لنصرة الإمام المستنصر الفاطمي، ولإعلاء كلمة الله، كما عمل مع ذلك على استمالة العامة باستقامته ومسلكه الديني، وعن طريق الجماعة التي تحالف معها من همدان كون جيشاً واجه به بعد إعلان الدعوة أعداءه الكثيرين، وفيهم من همدان نفسها من غير من تعاهد معهم.

وحدد مع خاصته يوم الأربعاء الرابع عشر من جمادي الآخرة من عام (439) للهجرة موعداً لإعلان الدعوة من أعلى جبل مسار في بلاد حراز، وطلب منهم وصولهم في الموعد المذكور، وكانوا من يام نجران وسنحان صعدة، وغيرهما، وفي نفس اليوم المذكور بعث رسله إلى أتباعه القريبين منه في بلاد حراز، واجتمع له ذلك اليوم من همدان ثلاثمائة رجل عدا من اجتمع لديه من بلاد حراز والمناطق القريبة منها.

ولما كان عصر اليوم المذكور أرسل (أبو الحسن الصليحي) أربعين رجلاً من أهل هوازن من بلاد حراز إلى قمة جبل مسار للتمركز فيه، ومنع أهل مسار من الاستيلاء عليه والحيلولة دون طلوعه. أما هو وبقية أتباعه فإنهم صعدوا جبل مسار بعد صلاة العشاء، وفشلت محاولة أهل جبل مسار منعه من طلوع الجبل، ومن أعلى جبل مسار أعلن دعوته للإمام المستنصر الفاطمي (معد بن الطاهر). وفي اليوم التالي مباشرة لدعوته أحاط به على الجبل جمع كبير ذكر.

أنهم بلغوا العشرين ألف رجل ممن يجهلون حقيقة دعوته أو يعارضونها، وطلبوا منه النزول من الجبل، وقالوا له: " إما نزلت وإلا قتلناك ومن معك بالجوع". فرد عليهم بأنه لم يقصد من طلوعه الجبل إلا حفظه من أن يملكه غيرهم فيحكمهم منه، وأبدى استعداده للنزول إذا هم أرادوا ذلك فانصرفوا عنه.

وكما علمنا فإن دعوته كانت قد انتشرت سراً في المنطقة وغيرها ولا سيما بين كثير من خاصة الناس وأصحاب الكلمة النافذة فيهم ممن لا يناوئونه في حركته فتدخل أنصار دعوته ومن والاه من غيرهم وأسهموا في إقناع المعارضين من المحيطين بالجبل، واستطاعوا أن يصرفوهم عن محاصرته.

"ويؤيد هذا ما أجمع عليه المؤرخون من أنه لم يمضِ شهر واحد من دعوته حتى كان قد عمر جبل مسار، ووصلته الأموال الوفيرة من مختلف المناطق اليمنية، وساعده ذلك على أن يضاعف من تحصين جبل مسار بالبناء والعتاد والمؤن والرجال، وعلى بث دعاته إلى سائر أنحاء اليمن، بعد أن حصل على الإذن بإعلان الدعوة من الإمام المستنصر واكتسب بإذنه الصفة الشرعية لحكمه، وكان نص كتاب دعوته كالآتي :

(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله الذي أورى زناد الحق ورفع عماد الصدق بالذين أكمل بهم الحجة على الخلق، إلى آخر المقدمة من الحمد والصلاة والتسليم على رسول الله وعلى الإمام المستنصر الفاطمي، (أما بعد، يا أهل حراز ألهمكم الله رشدكم، وجعل الجنة قصدكم، فلم أطلع حصن مسار متجبراً باغياً، ولا مستكبراً على العباد عاتياً، ولا أطلب من الدنيا وحطامها، ولا طالباً لذلك غوغاءها وطغامها، لأن لي بحمد الله رادعاً يحجزني عما تطمع إليه النفوس، وديناُ اعتمد عليه، وإنما بالحق الذي أمر الله عز وجل، والعدل الذي أنزله في محكم كتابه، أحكم فيكم بحكم أوليائه وسنن أنبيائه، وأدعو إلى محبة الذي في أرضه، القائم بفرضه، (يعني الإمام المستنصر الفاطمي)، لست من أهل البدع ولا من ذي الزور والشنع، الذين يعطون بالدين بآرائهم، ويحكمون بأهوائهم، بل أنا متمسك بسبيل الله المتين عامل بما شرعه الله في الدين، وداع إلى أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين، لا أقول إلا سداداً، ولا أكره في الدين أحداً، (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما الله يريد ظلماً للعالمين)، واعلموا يا أهل حراز إني بكم رؤوف، على حمايتكم عطوف، أنظر للذي يجب عليَ من رعايتكم وحياطتكم، ويلزمني من عشرتكم وقرابتكم، وأنظر لذي الحق حقه، ولا أظلم سابقاً أسبقيته، وأنصف المظلوم، وأقمع الظالم الغشوم، وأبث فيكم العدل، وأشملكم بالفضل، فاستديموا ذلك بالشكر، ولا تصغوا إلى قول أهل الكفر، فيحملونكم من ذلك على البغي والعدوان، والخلاف والعصيان، وكفر الأنعام والإحسان، فتستوجبوا بذلك تغيير الإنعام، وتعجيل الانتقام، وكتابي هذا حجة عليكم ومعذرة إليكم، والسلام على من اتبع الهدى، وتجنب أمور الردى، والحمد الله على ما أعاد وأبدى، وصلاته على من أرشد به من الضلالة وأهدى، سيدنا محمد وآله أئمة الهدى وسلم تسليماً، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

وقد كانت دعوته هذه موجهة كما نرى لأهل حراز دون غيرهم وهم أهله الأقربون والذين يرى وجوب إقناعهم وكسبهم قبل غيرهم.

صمود أبي الحسن الصليحي أمام مناوئيه في بداية عهده:

وبالرغم من قوة جانب (أبي الحسن علي بن محمد الصليحي وسرعة انتشار دعوته وإجابة الكثير لها فإن كثيراً من رؤساء اليمن أصحاب النفوذ المحلي والكثير من أمراء اليمن وسلاطينها وأئمة الزيدية فيها، لم يرضخوا لحكمه إلا بعد معارك حربية معه، ومحاولات كثيرة بذلوها للقضاء عليه.

ومن أولئك الأمير (جعفر بن الإمام قاسم بن علي العياني) الذي تحرك من بلاد صعدة على رأس جموعه نحو حصن الأخروج في بلاد الحيمة بغية الاستيلاء عليه والتحصن فيه والانطلاق منه لحرب (أبي الحسن الصليحي)، ولكن حامية الحصن وعلى رأسهم عامل (أبي الحسن الصليحي) عليه (الحسين بن مهلهل) صمدوا في وجهه ومنعوه من الاستيلاء عليه، ومع ذلك فقد استمر في حصار الحصن ولم يرتفع عنه إلا بعد مقتل (جعفر بن عباس الشاوري) وانهزام جيشه في المعركة التي خاضها معه (أبو الحسن الصليحي)، وكان الشاوري من أنصار المذهب السني في بلاد المغارب من لواء حجة، وقد جاء على رأس جموعه لحرب الصليحي، ودارت الدائرة عليه وعلى جيشه الذي كان يتكون من ثلاثين ألف مقاتل، وكانت المعركة التي قامت بين الجانبين في موضع (عبرى دعاس) أسفل حراز، أي أن الشاوري غزا الصليحي إلى عقر داره، وإن الصليحي لم يكتف بالتحصن في جبال حراز المنيعة، وإنما نزل على رأس جموعه لمنازلة الشاوري وانتصر عليه انتصاراً ساحقاً حطم معنوية الأمير جعفر العياني المحاصر لحصن الأخروج فانسحب منه كما عرفنا، وقد غنم الصليحي من جيش الشاوري مغانم كثيرة ضاعف بها من تقوية جانبه، وأجبر الكثير من أهل بلاد حراز الذين لم يكونوا قد أعلنوا ولاءهم على الولاء، باستثناء (أبي النور بن جهور) صاحب حصن لهاب أحد حصون حراز المنيعة، فإنه أعلن تمرده على (أبي الحسن الصليحي)، وقد قام الصليحي إزاء ذلك بتقوية تحصين الجبال المسامتة لطود (لهاب) بالرجال والعتاد والمؤن كجبل شبام وغيره، ثم حرك جيشه لحرب ومحاصرة (ابن جهور) حتى اضطره إلى التسليم، والوصول إلى الصليحي الذي أحسن استقباله وإكرامه.

مؤتمر عبرى دعاس:

ثم أقام (أبو الحسن الصليحي) مؤتمراً في (عبري دعاس) أسفل بلاد حراز أمر الناس فيه بإقامة الصلاة وإحياء الفرائض وعمارة المساجد، وإيقاد المصابيح فيها، وأكد لهم أن الأمر الذي قام به ليس هو من أمور الدنيا، ولا مراد كمراد السلاطين، بل قام مؤثراً لأمر ولي رب العالمين، مجاهداً في سبيله، غير مكره لأحد في الدين، ولا طالب إلا رضى رب العالمين، وأنه لا يسير بهم إلا بسيرة الحق والعدل، وأنه مجبول على ذلك. كما حذر الناس من الشقاق والخلاف.

ثم تقدم إلى العمال في ذلك المؤتمر وأوعدهم بالتنكيل إن رفع إليه شيء مما نهاهم عنه، ووعدهم بحسن السياسة وأنه لا يخالف الكتاب والسنة، وأمر جميع الرعايا بأن يرفعوا إليه ما يكون من العمال من القبيح والحسن، حتى يُنزل بهم إنعامه وعقوبته بحسب أفعالهم ".

اتساع نفوذ أبي الحسن الصليحي واستيلاؤه على صنعاء

ثم استولى (أبو الحسن الصليحي) على جبل حضور في مخلاف حضور من بلاد البستان إحدى نواحي صنعاء وفيه جبل النبي شعيب الذي يعتبر أعلى جبل في اليمن، وحصنه، وكان قد استولى على حصن يناع في بلاد الحيمة من لواء صنعاء، ولما بسط نفوذه على جميع بلاد حراز وعلى الجبال المنيعة فيها وفي المناطق المجاورة لها قرر أن يتبع سياسة المهادنة مع سائر السلاطين ورؤساء القبائل الذين لم يكونوا قد أعلنوا ولاءهم له حتى ترسخ سلطته ويتوطد نفوذه في المناطق التي قد استولى عليها.

وحدث أن توفي السلطان (يحيى بن أبي حاشد بن العباس بن الضحاك الحاشدي) في صنعاء، وكان ولده (أبو حاشد) قد تسلم حكم صنعاء في حياة أبيه في تلك الفترة ونازع الإمام الديلمي عليها، فبعث أبو الحسن الصليحي وفداً إلى السلطان (أبي حاشد) يعزيه بوفاة أبيه، ففسر (أبو حاشد) ذلك ضعفاً من (أبي الحسن الصليحي) أو تدخلاً في شؤونه (على اختلاف بين المؤرخين) وقام بحشد جموعه والتقدم بهم لمحاربة الصليحي، ولكن هذا بادره قبل أن يصل إلى حراز والتقى معه عند قرية (صوف يازل) بين مخلاف حضور ومخلاف (بني شهاب) وقامت معركة بينهما أسفرت عن مقتل (أبي حاشد) وانهزم جيشه بعد مقتل عدد كبير منه بلغ ألف قتيل، حتى ضُرب المثل بتلك الوقعة وصارت تعرف بقتلة صوف لكثرة من سقط فيها من القتلى، وكان للحادث أثره في الانتصارات التي توالت لأبي الحسن الصليحي بعده، والتي استطاع بها أن يوحد اليمن جميعه في ظل رايته، وقد واصل أبو الحسن الصليحي تقدمه بعد انتصاره في حربه مع (أبي حاشد الحاشدي) نحو صنعاء واستولى عليها وذلك في عام (440) للهجرة.

مقتل الإمام أبي الفتح الديلمي

ولما استقر الملك (أبو الحسن علي بن محمد الصليحي) في صنعاء ركز على إقرار الأمور في المناطق التي قد بسط نفوذه عليها وأهمها عاصمة اليمن (صنعاء)، ويبدو أنه لم يقم بتحرك عسكري خارجها حتى عام (444) للهجرة، حيث قام فيها بالتحرك منها على رأس جموعه لحرب الإمام (أبي الفتح الديلمي)، وقد اشتبك معه عند نجد الجاح شرقي رداع في معركة كبيرة أسفرت عن مقتل الإمام الديلمي وانهزام جيشه،ودفن الإمام في (قاع ردمان) في المنطقة والتي سميت من يومئذٍ بقاع الديلمي، وقبره ما يزال معروفاً فيه إلى اليوم.

فشل التحالف ضد أبي الحسن الصليحي:

وفي عام (448) للهجرة تحالف (سلامة بن الضحاك الحاشدي) و(علي بن ذعفان الحاشدي) و(عبد الله بن جعفر بن قاسم العياني) على حرب (أبي الحسن الصليحي) وتجمعوا بحشودهم في (حاز) من بلاد همدان صنعاء، ولما بلغ الصليحي بادرهم إلى المكان المذكور، وفي ساعة مبكرة من ليلة وصوله إليهم هاجمهم إلى معسكرهم فولوا منهزمين، فتعقبهم حتى لاذوا بالفرار ولجأ زعماؤهم بـ (حصن هرابة) في وادعة حاشد) وحاصرهم فيه سبعين يوماً، وضرب قرية هرابة بالمنجنيق، وقطع عنهم المدد والماء حتى سقطت القرية وسقط الحصن في يده وسلم الأمير (عبد الله بن جعفر العياني) نفسه إلى أبي الحسن الصليحي، الذي أحسن استقباله كعادته وخلع عليه وعاد به وبالأسرى إلى صنعاء وقال الصليحي يومئذٍ : "لو ملكت رجال الهرابة لملكت بهم الروم ".

قيام الحرب بين (أبي الحسن الصليحي) والأمير نجاح

وكان (أبو الحسن الصليحي) يهادن ويلاطف الأمير نجاح حاكم تهامة حتى استطاع الإمام الديلمي أن يفسد ما بينهما وأن يغري نجاح بحرب الصليحي الأمر الذي حمل نجاحاً على أخذ أهبته لغزو الصليحي وحربه، ودفع الصليحي إزاء ذلك إلى أن يبدأ بحرب الإمام وحدث أن قضى عليه كما عرفنا.

ولما تقدم الأمير نجاح بحشوده إلى الخبت بالقرب من صعفان حراز تقدم الصليحي بجموعه وقامت حرب بينهما استمرت عدة أيام تغلب جيش الصليحي في نهايتها، وانسحب نجاح قافلاً إلى تهامة.

وفيها حشد المزيد من القوات ذكر أنها بلغت عشرين ألف مقاتل جهزها وأرسلها إلى المخلاف السليماني شمال منطقة نفوذه طالباً من (ابن طرف) حاكم المخلاف المذكور الانضمام إليه بقواته لحرب الصليحي، والظاهر أن الأمير نجاح حشد قواته في شمال بلاده حدود بلاد (ابن طرف) من جنوبيها لا داخل بلاد ابن طرف. وعلى كلا الاحتمالين فقد اجتمعت قوتا الحليفين نجاح وابن طرف في المخلاف السليماني.

ولما بلغ الصليحي ذلك بادرهم بنفسه على رأس ألفين وسبعمائة فارس من أبطال رجاله، والتقى الجمعان في محل يعرف بالزرائب من المخلاف السليماني المذكور وقامت معركة حامية بين الجانبين أسفرت عن انتصار الصليحي ومقتل عدد كبير من الأحباش النجاحيين وحلفائهم ولجوء باقيهم إلى جبل يعرف بالعكوتين في المنطقة، وعاد الصليحي ظافراً، ولم تكن هذه الحرب هي نهاية الصراع بين (الصليحيين) و(آل نجاح). ولكن (أبا الحسن الصليحي) أجل استئناف الحرب معه حتى يقضي على الإمارات الصغيرة القائمة في اليمن الأسفل وعدن.

انتصارات أبي الحسن الصليحي في اليمن الأسفل وعدن

واستعداداً لانقضاض (أبي الحسن علي بن محمد الصليحي) على إمارة آل نجاح، والإجهاز عليها، تحرك بجيوشه في عام (450 هـ) نحو اليمن الأسفل وعدن، واستولى على إمارة (بني الكرندي) حكام مخلاف الجند ومخلاف جعفر والمعافر (بلاد الحجرية)، ولم يشدد الضغط على السلطان (أحمد بن يعفر الكرندي) الذي تحصن بجبل السوى من أعمال جبل حبشي بلاد الحجرية، واستولى على حصون تلك المناطق، بما فيها جبل صبر، وحمن الدملوة في بلاد الصلو من أعمال الحجرية أيضاً، واستولى على حصن حب في بلاد بعدان وعلى بلاد الشعر وبلاد بعدان وعلى بلاد السحول ومخلاف الشوافي بعد أن أخضع حاكمها (أبا عبد الله الحسين التبعي)، واستولى على جميع حصونها، ثم دخل الجند وخطب فيها الناس لصلاة الجمعة وقال في نهاية الخطبة: "وفي مثل هذا اليوم نخطب في جامع عدن". ويذكر أن رجلاً كان حاضراً قال مستهزئاً حين سمع الصليحي يقول ذلك: "سبوح قدوس"، ولما أُخبر الصليحي بذلك أمر بالتحفظ عليه، ولما خطب الصليحي في اليوم الذي حدده في جامع عدن، قال الرجل: (سبوحان قدوسان) واعتنق المذهب الإسماعيلي.

ويبدو أن أبا الحسن الصليحي هادن (بني معن) حكام عدن لاستسلامهم له وعدم مقاومته، وأبقاهم على ما بنظرهم نواباً له، ولما زوج ابنه (المكرم أحمد بن علي الصليحي) السيدة بنت أحمد الصليحي جعل خراج عدن صداقاً لها، وظل بنو معن يرفعونه إليها في حياة أبي الحسن الصليحي وبعد موته، ويبدو أن ذلك شجعها وساعدها على القيام بالأعمال العمرانية الجليلة ومنها شق الطرقات وتعبيدها بالأحجار كما سيأتي، ثم واصلت تلك الأعمال وتوسعت فيها بعد استقلالها بالحكم إثر موت زوجها الملك المكرم المذكور.

ولما حاول (بنو معن) قطع ما كانوا يؤدونه من الأموال بعد موت الملك (أبي الحسن الصليحي)، قام ابنه الملك المكرم المذكور بعد حسم الاضطرابات واستتباب الأمور لصالحه بغزوهم أي بني معن والقبض عليهم، وإسناد أمر ولاية عدن وأعمالها إلى (العباس) و(مسعود) ابني الكرم الجشمي الهمداني كما سنعلم تفصيلأ في فصل (آل زريع).

امتداد نفوذ أبي الحسن الصليحي إلى الحجاز

لم يكتف (أبو الحسن الصليحي) بما بلغه من نفوذ في اليمن، بل تطلع إلى بسط نفوذه إلى الحجاز، لأن الحجاز في نظره هو أقرب البلدان الإسلامية إلى اليمن، وفيه الأماكن المقدسة، وكجزء مما كان يطمح إليه من تحقيق وحدة إسلامية، تدين بالولاء للفاطميين في أكثر من بلد إسلامي، بما فيها العراق، بعد القضاء على العباسيين.

وقد انتهز فرصة خروج والي الحجاز (أبي عبد الله شكر بن أبي الفتوح الحسيني) عن الدعوة الفاطمية وقطع الخطبة للإمام المستنصر الفاطمي، وخطب للخليفة العباسي، فاستأذن الإمام المستنصر بغزو الحجاز، وإزالة الشريف شكر عن حكمه، وضم الحجاز إليه لضمان دوام نفوذ الدعوة والدولة الفاطمية فيه، فأذن له الإمام المستنصر بغزو الحجاز على أن لا يسفك الدماء في مكة.

وتحرك (أبو الحسن الصليحي) من اليمن نحو الحجاز بقوة كبيرة من الفرسان في شهر ذي الحجة من عام (454 هـ)، واستصحب معه ملوك اليمن وزعماءه، ودخل مكة وقضى مناسك الحج، ولكنه لم يصل مكة إلا وقد توفي الشريف شكر بن أبي الفتوح، وخلفه الشريف (محمد بن جعفر ابن أبي هاشم الحسيني).

وأقام (أبو الحسن الصليحي) في مكة حتى يوم عاشوراء من عام (455 هـ)، أجزل للناس فيها الهبات والصدقات، وكسى الكعبة بالديباج الأبيض، ثم عاد إلى اليمن مطمئناً إلى ولاء الشريف محمد بن جعفر المذكور للإمام الفاطمي، والدعوة له، ولكنه لم يلبث بعد عودة الصليحي إلى اليمن أن خرج عن الولاء للفاطميين وأعلن ولاءه للعباسيين.

قضاء أبي الحسن الصليحي على إمارة آل نجاح:

قام أبو الحسن الصليحي فور عودته من رحلته إلى الحجاز بإخضاع الخارجين على دولته من زُبيد (بضم الزاي وفتح الباء) وعنس واستولى على حصن مثوة في منطقتهم، وكانوا قد. تابعوا رجلاً تمركز فيه.

وفي نفس العام المذكور (455 هـ) قام (أبو الحسن الصليحي) بالتحرك على رأس جيوشه نحو تهامة للقضاء على إمارة (آل نجاح) فيها، وكان الأمير نجاح قد مات كما ذكر بالسم عن طريق جارية أهداها له الصليحي في عام (452 هـ).

وقد استولى الصليحي على مدينة زبيد عاصمة الإمارة بعد أن ابتعد عنها القائم عليها (مرجان الكهلاني)، أما أولاد الأمير نجاح فإنهم فروا إلى جزيرة دهلك بالبحر الأحمر مقابل، أريتريا، باستثناء الابن الأكبر (أبو المعارك بن نجاح) فإنه قتل نفسه، ثم بسط الصليحي نفوذه على تهامة كلها، وبذلك تم له القضاء على إمارة آل نجاح التي تعتبر آخر إمارة يمنية بسط نفوذه عليها، وحقق بذلك الوحدة اليمنية تقريباً.

وهنا يذكر المؤرخون حكاية لطيفة عن تولية أبي الحسن الصليحي لصهره (أسعد بن شهاب) تهامة، وهي أنه كان قبل استيلائه عليها قد أقسم أنه لا يولي عليها إلا من يدفع إليه مائة ألف دينار، ولما قرر تولية أسعد بن شهاب عليها تحير، فقامت زوجته (أسماء بنت شهاب) بتقديم المبلغ إليه مقابل تولية أخيها أسعد، وأن أبا الحسن الصليحي قال لها: " يا مولاتنا من أين لك هذا ؟ " فقالت: (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). فتبسم وعرف أنه من خزائنه وقبضه وقال:"بضاعتنا ردت إلينا" فقالت أسماء: (ونمير أهلنا ونحفظ أخانا)، وولى أسعد بن شهاب تهامة.

مقتل أبي الحسن الصليحي

استأذن (أبو الحسن علي بن محمد الصليحي) الإمام المستنصر الفاطمي (معد بن الطاهر) الوصول إلى مصر لزيارته بعد أداء مناسك الحج، فأذن له بالحج دون أن يأذن له بزيارة مصر، وذلك لئلا يطلع الصليحي على المشاكل الداخلية القائمة في مصر فيما يبدو.

وتحرك (أبو الحسن الصليحي) من صنعاء نحو مكة يوم الاثنين السادس من شهر ذي القعدة من عام (459 هـ) واستصحب معه كعادته جميع ملوك اليمن وأمرائه وزعمائه وعددهم خمسون للحج معه، ولئلا يحدثوا في غيبته حدثاً ضد ولي عهده ابنه (المكرم أحمد بن علي الصليحي)، كما استصحب معه سبعين أميراً ورئيساً من الصليحيين وغيرهم من يام وجنب وسنحان صعدة وحراز وغيرهم، وقدمهم أمامه، وسار هو في ألفي فارس، وبين يديه خمسمائة حربة مطهمة بالسروج المحلاة بالذهب والفضة، وخمسين هجيناً، وكثيراً من الآلات وصنوف الزينة وغيرها.

ولما كان مخيماً بضيعة تعرف بأم الدهيم وبئر معبد بالقرب من مدينة المهجم بوادي سردد من بلاد تهامة هاجمه سعيد الأحول بن نجاح، بخمسة آلاف حربة جمعهم من تهامة ومن جزيرة دهلك ومن الحجاز وغيرها طيلة فترة إبعاده وإخوته عن الحكم، وجميعهم من فرسان الأحباش من بني جلدته وقومه الذين قضى (أبو الحسن الصليحي) على مصالحهم وعلى نفوذهم عند استيلائه على إمارة (آل نجاح)، وقضى على تجمعهم وتمركزهم داخل تهامة وشردهم في بعض مناطق اليمن وخارجه، وكان أبو الحسن في قلة من حرسه وعسكره وحاشيته، لأنه كان قد قدم جمهرتهم قبله، لئلا تضيق بهم الطريق، وقتله وقتل أخاه عبد الله بن محمد الصليحي غدراً، ثم حاصر مخيم السيدة أسماء بنت شهاب زوجة الملك أبي الحسن الصليحي ثلاثة أيام بغية أسرها.

دافع ولدها الموفق والمهنا علي بن المظفر الصليحي وحرس الملك الخاص عنها خلالها، ولم يستسلموا إلا بعد أن منحهم سعيد الأحول بن نجاح الأمان، وأعطاهم المواثيق والعهود على ذلك، ولما سلموا أنفسهم إليه قتلهم جميعاً، باستثناء السيدة أسماء بنت شهاب التي أسرها، وكان قد قتل مع أبي الحسن الصليحي وأخيه عبد الله عدداً من أمراء وملوك اليمن، وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة من العام المذكور.

ثم نقل السيدة أسماء إلى زبيد حيث أودعها أسيرة في دار شحار إحدى دور الإمارة فيها، وعلق رأسي زوجها وأخيه عبد الله أمام نافذتها، وظلت في الأسر عاماً كاملاً، كان يأمل فيما يبدو أنه سيساوم بها ابنها المكرم، بأن يفرج عنها مقابل تعهده بعدم محاولة استعادة نفوذه على تهامة، وأن يترك لآل نجاح حكمهم عليها كحق شرعي لهم عليها، وذلك في حالة خروجه من المحنة واحتفاظه بملكه، ولم تتغلب عليه القوى المختلفة التي ثارت عليه في أماكن كثيرة من اليمن بعد مقتل أبيه.

وقد أشاد شعراء آل نجاح بالحادث ومنهم الشاعر العثماني حيث أنشأ قصيدة جاء منها قوله:

نكرت مظلته عليه فلم ترح                   إلا على الملك الأجل سعيدها

سود الأراقم قابلت أسد الشرى               وارحمتا لأسودها من سودها

ما كان أقبح وجهه في ظلها                  ما كان أحسن رأسه في عودها

هذا وكان الملك (أبو الحسن الصليحي) حين جاءه كتاب واليه على زبيد (أسعد بن عراف) يخبره بخروج سعيد الأحول من جزيرة دهلك مع مجموعة من فرسانه وبني عمه لقتله، قد أرسل خمسمائة حربة من عبيده الأحباش وأولياء نعمته ليتصدوا لسعيد الأحول وقال لهم: "خذوا رأس الأحول وأخاه جياش" ولكن عبيد أبي الحسن الصليحي اختلفوا مع سعيد الأحول ورجاله في الطريق، أو أنهم تعاطفوا معهم وهم أبناء عمومتهم وجنسهم (على اختلاف في روايات المؤرخين) وتمكن (سعيد الأحول بن نجاح) ورجاله من الوصول إلى معسكر أبي الحسن الصليحي، وإلى مخيمه وقتله باستثناء زوجته أسماء بنت شهاب، وكان حرس الصليحي القليلون يعتقدون أن الأحول ومن معه هم من عسكر الصليحي الأحباش (ولا حذر من قدر)

ولقد روى قصة الحادث الأمير (جياش بن نجاح) في تاريخه (المفيد): كما حكى ذلك عنه (الخزرجي) في تاريخه (العسجد المسبوك) (نسخة) (دار الكتب المصرية) (مخطوطة) حيث قال: (وسرنا في طريق الساحل خوفاً من العسكر فكتب (أسعد بن شهاب) (صوابه أسعد بن عراف) عامل الصليحي على زبيد من زبيد إلى الصليحي يعلمه بخروجنا وعددنا، فسير الصليحي من ركبانه خمسمائة حربة من الحبشة، وأكثرهم من مماليكنا وبني عمنا، وقال: (خذوا رأس الأحول ورأس أخيه) فخالفناهم في الطريق، ولم نزل نجد السير ليلاً ونهاراً إلى أن دخلنا طرف المخيم والناس يظنون أنا من جملة عسكره وحواشيه، ولم يشعر بأمرنا إلا (عبد الله بن محمد الصليحي) فإنه ركب فرسه وقال: (يا مولانا اركب، فهذا والله الأحول بن نجاح العدو الذي جاءنا به كتاب أسعد البارحة من زبيد) وكان علي بن محمد الصليحي قد دخل الخلاء، وكنت أول من طعنه، وشركني فيه عبد الملك بن نجاح طعنة أخرى، وحززت رأسه بيدي، وركبت فرسه المسمى بالدنان، وحمل فينا أخوه (عبد الله بن محمد) وكان فارس العرب، وقتل منا رجالاً، ثم حمل عليه رجل منا وسقط معه إلى الأرض، ونادى صاحبنا اقتلوني أنا والرجل، فشكهما الملك سعيد الأحول بحربته، وضرب رأس عبد الله وهو يظنه علي بن محمد الصليحي، ووقف الأسرى أمامه على باب المجلس الذي فيه السيدة أسماء بنت شهاب، وقال: اخرجي صبحي على السلاطين، فقالت: لا صبحك الله يا أحول بخير، ثم أبدت وجهها وأنشدت قول امرىء القيس:

وإنك لم يفخر عليك كفاخرٍ                ضعيفٍ ولم يغلبك مثل مغلب

وأضاف الخزرجي متابعاً حكاية القصة عن جياش فقال: "وعزت نفس سعيد من يومئذٍ وشمخ بأنفه علي وأنا ابن أبيه وأمه، وذلك أني أشرت عليه بأن يحسن للسيدة أسماء بنت شهاب، وأن يعفو عمن قدر من (آل الصليحي) وغيرهم من أبناء الملوك، وأن يكتب إلى ولدها المكرم: إنا قد أدركنا ثأرنا واسترجعنا ملكنا، وقد أحسنا وتجملنا إليك بصيانة والدتك والعفو عن بني عمك وقلت له: لئن فعلت ذلك يا مولانا ما نازعتك قحطان في ملك تهامة، ولئن كرهت ذلك لتهيجن حفائظها، وتلظين بنارها، فإنهم أهل نفوس أبية وهمم عربية، فأجابني بقول الشاعر :

لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها                إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا (1)

وقتل من ظفر منهم، إلا ثلاثة منهم فلم يقتلهم، وهم: (كما حكى ذلك الجندي في تاريخه (السلوك) (مخطوط): (وائل بن عيسى) صاحب وحاظة، و(علي بن معن) صاحب عدن، و(ابن الكرندي) صاحب المعافر، وقد رثى أبا الحسن الصليحي الشاعر (عمرو بن يحيى الهيثمي) بقصيدة جاء فيها قوله:

وأنشأ الحج إلى مكة                 يبغي رضى الله وآل البتول

وارتجت الأرض له خيفة            بمن بها بين فرات ونيل

وقام بالجيش وأضرابه              شم العرانين كرام الأصول

فصار في المهجم في عصبة        من قومه غالته دهياء غول

كالليث في الغابة دبت له            رقطاء ليلاً ذات شخص ضئيل

فإن يكن نيل على غرة              فالبدر لا بد له من أفول

كما رثته أخته الحرة الزكية السيدة تحفة بنت محمد الصليحي بقصيدة قالها الشاعر (الحسين بن علي القم) على لسانها جاء منها:

رزئت من الأملاك كل متوج                  كثير غبار الجيش طلاع أنجد 

أأبكي علياً أم أخاه الذي فدا                 وأكرم مفدي هناك ومفتدي

أم الثالث اللاقي الحراب بنحره              وقد نهلت من كل أغيد أصيد

فلله أسد صرعت بثعالب                     ولله أحرار أذلت بأعبد

ملوك ترى الأملاك حول دسوتهم            صفوفاً عكوفاً من قيام وسجد  

 

أشهر حكام الدولة الصليحية ( صنعاء – جبلة ) (439 - 532 هـ/ 1047- 1138 م)

 

مدة حكمه

اسم الحاكم

م

439-458 هـ/ 1047-1066 م

علي بن محمد الصليحي

1

458-484 هـ/ 1066-1091 م

المكرم بن علي بن محمد

2

484-492 هـ/ 1091-1099 م

سبأ بن أحمد بن المظفر

3

492-532 هـ/ 1099-1138 م

سيدة بنت أحمد الصليحي

4

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البيت لأبي أذينة يحرض به الأسود بن المنذر اللخمي على قتل آل غسان الذين قتلوا أخاه وأولها:

ما كل يوم ينال المرء ما طلبا                 ولا يسوغه المقدور ما وهبا

وأحزم الناس ما إن فرصة عرضت            لم يجعل السبب الموصول منقضبا

وأنصف الناس في كل المواطن من            سقى الأعادي بالكأس الذي شربا

وليس يظلمهم من راح يضربهم                بحد سيف به من قبله ضربا

والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة                   من قال غير الذي قد قلته كذبا

المصدر : ( تاريخ اليمن السياسي ، محمد يحي الحداد ).



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن